الطود
وموسى
عليه السلام
استكمالا لبحث البحر واليم وغرق فرعون وجنوده … لتحديد مكان غرق فرعون وجنوده بالضبط
… فعملية شق البحر حدثت في نهر النيل وقد تكلمت في ذلك في بحوث سابقة([1])ووضحت فيه الفرق بين البحر واليم
فالبحر : هو الحوض اليابس الذي يجري فه اليم
واليم : هو الماء المتلاطم المضطرب الذي يجري في البحر النهري ( ويكون عذبا فرات ) ، فلا يمكن أن يكون مكان شق البحر إلا في نهر النيل وليس في البحر الأحمر .
فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴿الشعراء: ٦٣﴾
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿البقرة: ٥٠﴾
الطود : الجدار ( السور ) المرتفع عموديا([2]) في السماء من أحد الجهتين على الأقل([3])
كيف كان شق البحر وتكون الطودين ؟
سأضع فرضيات لكيفية تكون الطودين …
· الفرضية الأولى : إذا كان الطودين تكونا في مجرى واحد :
نهر النيل يجري من الجنوب إلى الشمال
فإذا تكون طودين متقابلين في مجرى واحد نجد أن الطود الموجود في الجهة ( الشمالية ) من مجرى النهر لا معنى أو فائدة من ارتفاع الماء فيها كالطود الموجود في الجهة الجنوبية لأنه لن يمنع الماء وليس له فائدة تذكر فيكفي الماء من تلك الجهة تكملة مساره عبر المجرى النهري (فهي لا تؤثر على المارّين في النهر )، فالأصل أن يرتفع الماء كالطود من الجهة المُقْبِلَة منها الماء أي من الجهة (الجنوبية) فقط ، وعلى فرض أنه فعلا تكون طودين في مجرى واحد فإن آلية ارتفاع الماء من كلا الجهتين في تلك الحالة لا تكون إلا إذا كان
- الماء راكدا لا يتحرك في كل مجرى النهر وهذا ما أراه فهي آية من الله عز وجل ولا يعجز الله عز وجل أن يوقف الماء وأن يجعله لا يتحرك ولا ننسى أن هناك حياة بحرية فإذا توقف الماء في مجرى النيل فإن ذلك يؤدي إلى موتها ، وكذلك إذا تكون طودين متقابلين في هذه الحالة فإن طاقة حركتهما المتعاكسة عند عودت الطودين لوضعهما الطبيعي لمجرى النهر تؤدي إلى تراكب هدام لطاقة الموجة المتولدة مما يؤدي إلى عودة الماء إلى مجراه طبيعيا دون تكون أمواج عالية مدمرة([4])
- أو أن تكون تلك البقعة التي حدث فيها الطودين حوضية وأن تكون منطقة عميقة أو شبه مستوية في نهر النيل ( الماء متوقف فيها أو يجري بسرعة بطيئة جدا وعميق جدا ) فلو فرضا أنه جف نهر النيل أو توقف المنبع عن تزويد الماء في مجراه فإن الماء يبقى فيها راكدا ، ولذلك إذا كان هذا الاحتمال قائم فيجب أن تكون تلك المنطقة عند فلق النهر فيها عميقة جدا أو شبه مستوية وسرعة جريان الماء فيها بطيء جدا لكي يتكون طودين عظيمين لا طود واحد([5]).
هذه المطاردة بين ( الطريدة والمطارد ) كان يفصل بينهما مسافة لا تزيد عن مجال النظر والفاصل الزمني في آخر المطاردة صغير جدا ( وبهذه الكيفية ) جعلت من بني إسرائيل كالطعم يغري فرعون وجنوده للحاق بهم ، فكان الفريقين أمام بعضهما ( الطريدة و المطارد ) وقد يكون سبب بطئ فرعون وجنوده في تلك المنطقة هي الآلة العسكرية التي كان يحملها ويجرها ويسير بها عبر الطين[6] بينما حركة بني إسرائيل كانت أخف واسرع نوعا ما بسبب الخوف والفزع ( الذي يسرع الحركة وقلة ما يحملون والسير على الأقدام .
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿البقرة: ٥٠﴾ … كانوا يشاهدونهم بأعينهم
· الفرضية الثانية : إذا كان الطودين تكونا في مجريين نهريين إثنين مختلفين :
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ([7])فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿البقرة: ٥٠﴾
لو كانت هذه الآية فقط التي تتكلم عن غرق فرعون وجنوده في القرآن الكريم سيكون الأمر يحتمل عدة احتمالات لكيفية تكون الطودين
الإحتمال الأول : الفرقين([8]) تكونا في نفس المجرى ( متقابلين ) حسب ما فرضنا في الفرض الأول
الإحتمال الثاني : تكون فرقين متباعدين من مجرى ( البحر ) النهر ( أي تشعب إلى فرقين ) وتكون بينهما جزيرة
ولكان احتمالية تكون الطودين في الإحتمال الثاني كالتالي
فعندما ضرب ([9]) نبي الله موسى عليه السلام نهر النيل ( في تلك المنطقة ) بعصاه تفرع نهر النيل إلى مجريين بدلا من أن يجري في مجرى واحد وأصبح عند تلك النقطة يجري في ( فرقين) وفي نفس الوقت بأمر الله عز وجل تكون طودين عظيمين في كل مجرى على حِدَة كجدارين من الجهة المقبلة منها الماء (من جهة منبع نهر النيل ) ( فتكون طودين كل طود في مجرى مستقل مثل تركيب السدود التي تقطع مجرى الماء وليسا متقابلين في مجرى واحد ) ، ([10])فعند هذا الإحتمال يكون عندها الطودين تكونا معا في كل فرق وهذا احتمال ويمكن أن يكون الطودين تكونا تباعا (متتاليين ) على فِرْقَي نهر النيل بحيث يبقى جريان نهر النيل مستمرا ولا ينقطع ، بالطريقة التالية : بداية تكون الطود الجنوبي من جزيرة أرمنت ( كما هو موضح في الصورة التالية ) فاستطاع نبي الله موسى ومن معه مجاوزة الفِرْق الأول الجنوبي من نهر النيل وكذلك فرعون ومن معه ( ولكن متأخرين ) وعندما جاوزوه ( الفريقين مع آخر جندي لفرعون ) عاد الفِرْق الجنوبي لنهر النيل بالجريان وعندما وصل نبي الله موسى ومن معه إلى الفرق الثاني الشمالي تكون طود آخر عظيم (مع عودة استمرارية جريان الفِرْق الجنوبي في مجراه) وعندما انتهى ( نبي الله موسى ومن معه ) من مجاوزة الفِرْق الشمالي وانتهى من العبور وعاد الفِرْق الشمالي بالجريان وأغرق فرعون ومن معه لأنهم لم يستطيعوا مجاوزة الفِرْق الشمالي – فيكون الفِرْق الذي غرق فيه فرعون وجنوده عند الفرق الشمالي .
ولكن الفرضية الثانية سقطت بوجود الآية
فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴿الشعراء: ٦٣﴾
الضرب : انفصال وابتعاد كلي لشيئين وتمايزهما حيث كانا في حالة اندماج ثم تكون عازل بينهما بواسطة مؤثر خارجي ( فعل العصا ) … للآن الضرب ممكن أن يتوافق مع الفرضيتين
ولكن الذي أسقط الفرضية الثانية معنى
الفلق : في الطبيعة : شرخ أو صدع أو شق أو ممر ضيق ( في كيان واحد ) ناتج عن قوة مؤثرة ( أثرها من الداخل للخارج ) [11]
فعندما ضرب موسى عليه السلام بالعصا تكون في عرض مجرى النهر ( نفس المجرى ) ممر بدأ هذا الممر ( الشق ، الشرخ ) اليابس بالتوسع وبنفس الوقت تكون على جانبي الممر فرقين كل فرق بدأ بالنمو والتضخم والتطود فتكون فرقين متباعدين متمايزين في نفس المجرى وهذا ما أرجحه والله أعلم .
أين تكون الطودين
أكدنا في بحث البحر واليم وغرق فرعون وجنوده أن مسير الهرب لبني إسرائيل كان بداية جنوبا بالنسبة لطيبة ثم بعد نجاتهم من فرعون بدأوا بالمسير بمحاذاة نهر النيل من الضفة الغربية([12]) من مدينة الأقصر حاليا، وأعتقد والله أعلم أن منطقة فلق نهر النيل إلى فرقين كان عند تفرع نهر النيل في الحد الجنوبي من جزيرة أرمنت ، حيث يوجد مدينة للآن تقع بمحاذاة تلك المنطقة جنوب نهر النيل مباشرة اسمها بالعهد الإغريقي - البطلمي ( طوفايون «Touphioun» – القريبة من لفظة كلمة طوفان([13]) في اللغة العربية ) ، وحرفت زمن الرومان لتعرف باللغة اللاتينية «Touphioun» أما في اللغة القبطية اسمها طود ([14])«Taoud» والآن يطلق عليها مدينة الطود([15])([16]).
وكذلك مدينة أرمنت التي تقع بمحاذاة تلك المنطقة شمال نهر النيل مباشرة واسمها بالهيروغليفي ( مدينة منتو([17]) – مدينة البدو ) والبدو تطلق على بني إسرائيل وأعتقد والله أعلم أن تلك المنطقة ما سميت كذلك إلى لنجاة بني إسرائيل عندها ، … ولا ننسى أن مساكن بني إسرائيل( البدو التي معناها مونتو باللغة الهيروغليفية ) كانت تقع في مملكة مصر القديمة جنوب غرب مدينة طيبة شرق نهر النيل وكانت هذه الطبقة السكانية الأقل درجة والأحط والأدنى مكانة في مملكة أمنحتب الثالث وخليفته أخناتون .
بدليل مسار أخت موسى عليه السلام حين قصته فقد بقيت تسير شمال شرق تقريبا جنب الشاطئ بنفس مسار نهر النيل حتى وصل تابوت موسى عليه السلام قصور فرعون التي تقع على الضفة الشرقية من نهر النيل
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿القصص: ١١﴾.
والله أعلم
التأريخ الشمسي قبل الميلاد
التأريخ القمري بالنسبة للهجرة النبوية
احتمال غرق أخناتون في إحدى السنتين وهي مطابقة من السنة التي حددها علماء الآثار لموته
7
8
-1335
10
1
-2016
غرق فرعون وقت فيضان النيل في 10 محرم
17
8
-1336
10
1
-2017
صحيح مسلم (2/ 796)"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) البحر واليم وغرق فرعون وجنوده وكذلك بحث البحر
([2]) بزاوية 90 ْ
([3]) مثل العصا في حرف الطاء ( ط )
([4]) هذه الآلية خففت من غرق كل مصر واختفاء حضارتها القديمة وخاصة مدينة طيبة القريبة جدا من مجريات الحدث بل وجميع المدن حول مكان الطود ، بل إن تعرجات نهر النيل وتشعبه في تلك المنطقة ساعدت كذلك على امتصاص أثر اندفاع الماء المفاجئ والتخفيف من أثر غرق مصر القديمة .لاحظ خريطة جريان نهر النيل وتفرعه عند جزيرة أرمنت ثم تعرجه بعد ذلك ولو كان نهر النيل يسير بخط مستقيم لحدثت كارثة ستكون آثارها حاضرة للآن
….وإن كان هناك أمل من نجاة مصر من الطوفان القادم لهلاكها( الذي تحدثنا عنه في بحث مستقل ) في المستقبل فإنه سيكون بنفس آلية تفريع نهر النيل وتعرجه وبناء سدود تتحكم في جريان ماء نهر النيل على طول مساره وفي أكثر من نقطة
([5]) بينا في بحث البحر أن مكان الطودين هو نهر النيل وكذلك في بحث البحر واليم وغرق فرعون وجنوده.
[6] قلة سرعة الجيش جعلته يلحق ببعضه ويتجمع بدلا أن يكون ممتدا على طول مسافة واسعة ( فراكبي الخيل والعربات أسرع من الخيالة ) وذلك ضمن أن يغرق كل جيش فرعون مع احتمالية عرض النهر في تلك المنطقة .
([7]) عند تلك المنطقة تكون بحرين ( تفرع إلى فرعين - فرقتين )
([8])يجب تمايز الفرقين ( إما بالإبتعاد عن بعضهما أو في النوع أو في الكم )
([9]) الضرب : انفصال وابتعاد كلي لشيئين وتمايزهما حيث كانا في حالة اندماج ثم تكون عازل بينهما بواسطة مؤثر خارجي
- فضرب البحر : فصل المجرى الواحد إلى مجريين منفصلين متمايزين بينهما جزيرة.
ومن الأمثلة التي تؤكد على معنى الضرب كما أسلفنا
- ضرب النساء : الخروج من البيت وليس في المضاجع فقط .
- الضرب في الأرض : السفر والتطواف في الأرض والإبتعاد على الأوطان من أجل الرزق
- ضرب الله عز وجل للأمثال في القرآن : للإنفصال والإبتعاد عن الباطل وتقريبهم من الحق ( فيهتدوا )
- ضرب الكافرين للأمثال في القرآن : للإنفصال والإبتعاد عن الحق وتقريبهم من الباطل ( فيضلوا )
- ضرب موسى عليه السلام للحجر : فصله عن أصله
- ضرب الذلة و المسكنة على بني إسرائيل : عزلهم وفصلهم عن الأمم الأخرى ( بينت في بحث بني إسرائيل أن بني إسرائيل يتميزوا عن سواهم من الأمم بأنهم الوحيدين من بين جميع الأمم متمايزين عرقيا عمن حولهم من الأمم على مر عصور وجودهم وغالبا ما يكونوا في معزل عن المجتمعات والأمم الأخرى مجتمعين بمكان محدد بحال العز أو الذل
- الضرب على الآذان : فصل المؤثرات الخارجية القادمة من الأذن عن المستقبلات الداخلية التي تقوم بتحليل المعلومات المستقبلة
- الضرب بالخمر على الجيوب : عزل كلي لمنطقة الجيوب ( صدور النساء ) لكي لا ترى أو تميز
([10]) آلية تكون الطودين في الفرضية الثانية
[11] وأرى أن الفلق بمفهومه القرآني : ممر للخروج مفتاح بابه بيد الله عز وجل وحده يفتحه الله عز وجل بيده وحده لمن يشاء للخروج من الهم والحزن و الغم والكرب والضيق والشدة والعنت إلى السعة والفرج والرغد والرخاء والرفاه واليسر والنعماء ومن الليل والظلمة والسكون إلى النهار والصبح والنور والحركة ومن الموت إلى الحياة ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن الجهل للعلم والفهم .
فالفلق : المخرج الذي يكون منه بداية التحول إلى كل ما هو خير وسعة من كل ما هو شر وضيق
والذي يملك مفتاح الخروج يملك مفتاح الدخول
فكما أن الله عز وجل يخرج ( المؤمنين بلطفه بتحنن ورأفة ورحمة ) من الشر والضيق إلى ► الخير والسعة
فإنه عز وجل مخرج ( الكافرين دفعا بغضبه وسخطه ونصب وعذاب ) من الخير والسعة إلى ◄ الشر والضيق
([12]) وضحنا سبب هذا المسار في بحث السامري الدجال
([13]) الطوفان : إحاطة الماء حول شيء والحركة حوله حركة دائرية دورية حتى يغرقه
([14]) راجع كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية / محمد رمزي
([15]) في اللغة القبطية لا فرق بين الطور والطود و الجبل
([16]) ألفاظ طوفان وطود أعتقد أنها لم تأتي عبطا بل وكأنها تسجيل لأحداث تاريخية حدثت في تلك المنطقة
([17]) منتو إله الحرب وهو إله قديم كان يعبد في تلك المنطقة ومعناه ( البدو )