ما بين حية موسى عليه السلام وثور السامري لعنه الله
الناظر العادي لآية موسى عليه السلام ينظر لها أنها عصا تتحول إلى حية تسعى والناظر لثور السامري سيجده أعظم منها حجما فهو عجل يخور ، ولكن في الحقيقة العصا تحولت من الموت للحياة على الحقيقة وكانت تتحرك بإرادة ذاتية مطلقة
والثور ما كان إلا جسدا([17]) لا يوجد فيه حياة أو إدراك أو إرادة ذاتية مطلقة لردود الأفعال والأقوال ولا يهديهم سبيلا فالعجل لا يستطيع تقدير عواقب الأمور ومعرفة الغيب ولا يحيط بكل شيء علما ولا يملك حتى لنفسه نفعا ولا ضرا .
وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴿الأعراف: ١٤٨﴾
وبعد هذه الفتنة ( التي أوقعوا أنفسهم بها عصيانا لله عز وجل ) عاقبهم الله عز وجل بقتل انفسهم
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿البقرة: ٥٤﴾
وبعد هذه الفتنة مباشرة جاءت شريعة موسى عليه السلام بتشريع جديد لم يكونوا يألفوه من قبل ( اختبارا من عند الله عز وجل لهم ) فكان أول تشريع لهم أن يدخلوا الأرض المقدسة حربا لا سلما ولكنهم عصوا الله ورسوله ، وكأن حالة التمرد ما زالت آثارها باقية ، وكأنهم يقولون ( نعم سمعنا وسنعصيك ) فهم يرفضون أي أمر من موسى عليه السلام
… قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿البقرة: ٩٣﴾
وتلك عقوبة أخرى لبني إسرائيل فقد أشربوا في قلوبهم العجل
فأشربوا([18]) : فخطيئة عبادة العجل من بني إسرائيل كانت كبيرة جدا فهي ليست كباقي الخطايا والذنوب بحيث أنها لوحدها كست على أثرها قلوب بني إسرائيل دفعة واحدة الران الأسود ولم تنكته في جزء منه فأصبحت لا تعرف معروفا ولا ولامن ولا تنكر منكرا([19]) ، فأصبح كل ما يصدر منهم من أقوال وأفعال مرآة لما في قلوبهم من كفر الذي يملأ حتى تجاويف قلوبهم ( فالقلوب محركة للأفعال والأقوال الإختيارية الإرادية([20])
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿البقرة: ٩٣﴾
فهم لا يريدون حربا ولا سلما فعاقبهم الله بالتيه أربعين سنة ، فقد عوقبوا بثلاث عقوبات منذ خروجهم من مصر قتل أنفسهم لاتباعهم السامري وأشربوا في قلوبهم العجل والتيه أربعين سنة لعصيانهم اتباع رسولهم موسى عليه السلام
﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ المائدة
… ولو سمعوا وأطاعوا من قبل لأعطاهم الله عز وجل أكثر مما كانوا يأملوا سلما ولا تنزف منهم قطرة دم واحدة لكنهم ساروا على نهج غويهم المجرم المفسد السامري .
ماذا يوجد في صنم السامري وليس موجود في باقي الأصنام حتى فتنوا فيه
هو مصنوع من الحلي المسروقة والمنهوبة من الذهب و الفضة والحديد والنحاس من أهل مصر ومادة أخرى كانت مخبأة في قبضة السامري
﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ﴿٨٧﴾فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ﴿٨٨﴾ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴿٨٩﴾ طه
قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴿طه: ٩٦﴾
ماذا في القبضة وما الذي ألقاه السامري لنحاول البحث عن هذه المادة ؟!
﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا([21]) بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً([22]) مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴿٩٦﴾ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ﴿٩٧﴾طه
قال ما خطبك يا سامري
الخطب : الأسباب التي تدفع الشخص لعمل ما محدد أو يتهيأ لعمل ما محدد ( عظيم ذو جلل )
ما خطبك : ما الأمر العظيم الجلل الذي أتيت به وما هي الأسباب التي دفعتك لعمل ما عملت ( من صناعة الثور ) ، وعند السؤال عن الخطب من شخص يتبعه تبرير من المسؤول
التبرير : قال بصرت بما لم يبصروا([23]) : قد يكون السامري عنده علة في نظره ولكنه رجل بصير حذق فطن ألمعي لا يمرر ما يراه قبل أن يمرره على قلبه وعقله ليفهم علته فقد ميزه الله عز وجل عن غيره بقدرته على تحليل المعلومات المستقبلة من العين أي أنه أدرك مالم يدرك بني إسرائيل وعلم علما قد خفي عنهم جميعا وهو ماثل أمام أعينهم .
فماذا علم السامري وماذا أدرك وما هو هذا الشيء الذي يراه الناس شيئا ورآه السامري شيئا آخر؟؟ … لنكمل
…
فقبضت قبضة
القبض([24]) : النقصان في حجم أو مقدار أو كمية شيء ( مادية أو نوعية ) بالمقارنة مع أقرانه وأشباهه عن طريق الإمساك بالشيء وجمعه وزويه وطويه في مكان محدد ضيق إلى أقل حد ممكن ( مع التحكم به والسيطرة المطلقة عليه )
الأثر : كل ما يخلفه شيء ( الشيء قد يكون عاقلا أو غير عاقل )من علامة أو أمارة أو سمة ( قد تكون مادية أو معنوية يمكن إدراكها) وتشير وتدل عليه وتشهد على أنه سلك مسلكا معينا ( قد يكون ماديا أو معنويا ) .
بداية يجب أن يكون الأثر قابلا للطي والضم على بعضه البعض لكي يتحقق معنى قبضت([25]) و (قبضة) هي مرة واحدة وكانت كافية لصنع العجل (وقد يكون قد قبض قبضات أخرى واستخدمها في أمور أخرى ) .
ثم من هو الرسول الذي قبض السامري قبضة من أثره وما هو هذا الأثر ؟
أعتقد أنه رسول الله يوسف عليه السلام والأثر قميصه أو كفنه
السؤال : هل كان يوسف عليه السلام ممن حُمل من مصر إلى الأرض المقدسة مع بني إسرائيل عند خروجهم من مصر ؟
السلسلة الصحيحة - مختصرة (1/ 622) " أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ؟ ( فقال أصحابه : يا رسول الله ! وما عجوز بني إسرائيل ؟ ) قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ؛ ضلوا الطريق فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم : ( نحن نحدثك : ) إن يوسف لما حضره الموت ؛ أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا([26]) . قال : فمن يعلم موضع قبره ؟ قال (ما ندري أين قبر يوسف إلا ) عجوز من بني إسرائيل فبعث إليها فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف . قالت : ( لا والله ؛ لا افعل ) حتى تعطيني حكمي . قال : وما حكمك ؟ قالت : أكون معك في الجنة . فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة ؛ موضع مستنقع ماء فقالت : أنضبوا هذا الماء فأنضبوا . قالت : احفروا واستخرجوا عظام يوسف . فلما أقلوها إلى الأرض ؛ إذا الطريق مثل ضوء النهار " ( صحيح )
… في تلك الفترة لم يكن بني إسرائيل مستقرين بعد فكانوا يحملوا معهم تابوت يوسف عليه السلام من مصر في حلهم ترحالهم ، وكأن السامري كان مسؤولا عن التابوت ، الذي قد يكون محمولا على عربات تجرها العجول – فهو الخبير بتحريكها وتسييرها ولا يقدر على جرها إلا رجل ذو بأس و قوي([27]) ، وحينئذ رأى عجبا من التابوت وهو يضيء لهم الليل كمصباح مثل ضوء النهار ، وهنا بدأت مخيلته بالتحلق وأفكاره بالتفتق والظاهر أن الأحداث كانت قبل دفن يوسف عليه السلام في الأرض المقدسة عند آبائه في الخليل والله أعلم …
فلا رسول مع بني إسرائيل ( غير موسى وهارون عليهم السلام ) في ترحالهم وسفرهم إلا يوسف عليه السلام وأثر الرسول هو شيء خاص ليوسف عليه السلام ولا يوجد أثر معهم إلا التابوت والذي داخل التابوت (الرسول والكفن أو قميصه الذي يلبسه ويغطي بدنه ) فيكون
معنى بصرت بما لم يبصروا أي عاينت أثر التابوت الذي كان يضيء مثل النهار وفعل قميص يوسف عليه السلام (في نظري وجسمي : وكأنه عالج ضعف عينه ولون جلده بقميص يوسف عليه السلام) مالم يعاينه غيري فقد كان جلده مصاب بالبهاق الذي يكون بسبب اختلال في صبغة الميلانين وأثر على عينيه مما سبب رهب الضوء والحساسية من الإضاءة في النهار (فكان مصاب بالبهاق وضعيف النظر في عين والعين الأخرى عوراء([28]) ).
وسولت([29]) لي نفسي بمعنى أن نفسه حدثته هل إذا وضع شيئا من قميص يوسف عليه السلام في داخل جسد الصنم الأصم كالثور ( يعالجه ) أي هل يصبح كالثور الحيّ كما عالج نفسه من قبل بهذا الأثر !؟
﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ﴿٨٧﴾فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ﴿٨٨﴾ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴿٨٩﴾طه
﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴿١٤٨﴾ الأعراف
ومعنى قبضت قبضة من أثر الرسول : بمعنى أنه مزق قطعة من كفن أو قميص يوسف عليه السلام الذي يغطي بدنه بمقدار قبضة يديه لكي يستطيع أن يخفيها ( وبقيت مخفية لا يعلمها إلا الله عز وجل ) ، وجواب السامري لموسى عليه السلام
قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴿طه: ٩٦﴾
… ذكرني بحديث حذيفة وعمر رضي الله عنهما عن الفتنة .فكان الحديث بين والسامري لا يفهمه أحد غيرهما
ومعنى فنبذتها : ( النبذ : إلقاء شيء بقوة وسرعة في مكان مخفي أو إخفاء الشيء الملقى – والغاية إخفاء الشيء الملقى ) أي رميتها في خليط مادة صنع الثور دون أن يشاهد الناس([30]) ماذا رميت ( ولكنهم رأوه يلقى شيئا )
فبعدما وجد أثر ( أثر الرسول ) عليه ، قبض قبضة من أثر الرسول فنبذها في مادة صنع العجل ليرى أثر ( أثر الرسول ) على ما صنع([31]) .
قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا([32]) فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ﴿طه: ٨٧﴾
وبعد عملية إلقاء أثر الرسول ونبذه في الثور المشكل من زينة القوم خرج عجلا([33]) صغيرا ؟
! له خوار ( حتى أنه عجلا صغيرا وليس ثورا كبيرا ( فأثر الرسول لم يبقِ الصنم المشكل من الحلي ثورا كما شُكل قبل معالجته بالنار بل صيره عجلا صغيرا له خوار ويبدوا لمن يراه أنه حي) .
فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا ومعنى الخروج :
- يكون لشيء محدد ( عجل ) من شيء آخر كان يحتويه ( وكأنه تفتق وخرج من ثور بعد وضع أثر الرسول الذي نبذه السامري )
- الخارج ( العجل المعالج بأثر الرسول ) يحمل صفات نقيضة للشيء الذي يحتويه ( الثور المصنوع من الحلي )
- بوجود عامل وسبب محفز جبري لعملية الخروج ( أثر الرسول ) .
لم قميص أو كفن يوسف عليه السلام([34])
… هذا القميص عندما ألقي على وجه يعقوب عليه السلام عاد (بصيرا) فهذا القميص يجلي البصر ويقوم بتحويل ( الأبيض من الشيء ) إلى وظيفته ، فعيون نبي الله يعقوب عليه السلام التي تظهر كانت بيضاء وتظهر كقطعة واحدة صماء واختفت منها كل ملامحها – بيضاء فقط ) ولا ترى (توقفت عن العمل) ، تراها تتحول حال إلقاء القميص عليها إلى عيون طبيعية تعمل وترى وعادت ملامحها بما يتلاءم مع وظيفة العيون ، فقميص يوسف عليه السلام يعيد الأبيض من الشيء إلى وظيفته ويقوم بتفصيل شكله الخارجي بما يتلاءم مع وظيفة العضو([35]) ،
اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَـٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿يوسف: ٩٣﴾
فأثر النبي يوسف عليه السلام قام بترميم وإصلاح التالف الذي لا يرجى بُرؤه وشفاؤه([36]) ولو وقع على جسد غير حي (راجع الفرق بين الجسد والجسم والبدن ) له عينين لأبصر ولو وقع على أي جسد صور له عددا من الحواس لأصبحت هذه الحواس وكأنها تعمل في مخلوق حي – ولكن بلا حياة أو قدرة على التحكم الذاتي أو إدراك ( تعمل أوتوماتيكيا لا إراديا ) كما فعل السامري عندما ألقى قبضة من أثر النبي يوسف عليه السلام في مادة صنع عجل بني إسرائيل فأصبح يخور كأنه عجل حقيقي فقد تحول الثور المصنوع لعجل صغير ، حتى أن العجل من شدة فتنته لبني إسرائيل طغى على كل الآيات التي جاء بها نبي الله موسى عليه السلام من الثعبان واليد البيضاء وشق البحر وغيرها .
قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ﴿طه: ٩٧﴾
( فإن لك … وإن لك … ) هي عقوبة ( خاصة ) أكثر منها مزية ، فهي عقوبة عاجلة للسامري في الدنيا قبل الآخرة
فإن لك في الحياة ( طالما أنت حي ) أن تقول ( الذي يقول هو السامري الدجال لنفسه على الحقيقة ) لا مساس : أي كلما هممت بالإقتراب من شيء من ملذات الحياة وأنت حي إما رغبة وشهوة كالأكل و الشراب والنساء فإنك تحدث نفسك وتقول لها ( أن تقول لنفسك ) لا مساس لأنك وحدك تعلم أنك لن تستطيع فعل ذلك بعدما تغير جسمك ( بيدك ) وأصبح كالأجساد الميتة مخلد حتى يشاء الله وحده إلى وقت الموعد الذي لن يخلفه ، فشبابك الخالد وعدم موتك سيزيد من حسرتك وألمك وعقوبتك (فلن ينعم السامري بالحياة ولن يجد فيها خيرا ( لا مساس أي لن يجد نعيما وخيرا قط مادام حيا وإنما سيجد الشقاء والبأساء والضراء والسوء ونصب عذاب واستحواذ من الشيطان عليه)([37]) .
فهذا الغوي ظن أن الخير فيما فعل فرده الله عز وجل شرا وسوء عليه.
لا مِسَاسَ :
مسَّ : الإتصال المباشر الظاهري ( أو من خلال السطح الخارجي ) بين شيئين ، وإذا زاد عن السطح الخارجي أصبح لمس ( فالزيادة في المبنى زيادة في المعنى )
لا ننسى أن السامري أصبحت كل حواسه ( خارقة - فوق العادة – وعاد شابا صغيرا ) كنظره في عينه الوحيدة وسمعه وشمه وذوقه وحتى لمسه
وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ : فكأن موسى عليه السلام علم بأمرين
أولا : أنه لن يقدر على قتله لما أصابه من تحول بعد أخذ السامري ( الدجال ) لأثر النبي يوسف عليه السلام ، وقد يكون قتل السامري في ذلك الوقت رحمة له ولذلك أراد أن يتجرع العذاب والهوان كما أسلفنا سابقا .
ثانيا :وقد علم أن الله عز وجل قد أنظر السامري ( الدجال ) لأجل مسمى ( إلى حين يقتله نبي الله المسيح عيسى بن مريم ) ، وقد يكون هذا سبب عدم قتله .
فموت الدجال لا يقدر عليه إلا رجل واحد وهو عيسى عليه السلام وبطريقة ( فوق العادة وفوق قدرات البشر – بريح نَفَسِ نبي الله عيسى عليه السلام([38]) ) فالدجال من المنظرين منذ زمن موسى عليه السلام ، وطريقة قتل عيسى عليه السلام الغريبة و العجيبة للدجال توحي أن مادة جسمه قد أصبحت غير طبيعية وليست كأجسام البشر فهو يتكون كما جاء في الحديث من مكونين فقط 1مادة تشبه الملح عند ذوبانها في الماء أو الرصاص ( الذائب )([39]) 2ودم ([40]) ولهذا لا يستطيع الزواج والإنجاب لعدم توافق الجسمين ( ولأنه لا يتوافق جسمه مع غيره فلن يحدث مس أو زواج وبالتالي لن يكون له ولد )
- صحيح مسلم (4/ 2253) " … فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ… "
- " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (5/ 252) فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ مَسِيحُ الضَّلَالَةِ الْأَعْوَرُ الْكَذَّابُ، نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ مَلَكَيْنِ. فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَيُدْرِكُهُ فَيَقْتُلُهُ بِالْحَرْبَةِ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ، عَلَى بِضْعَ عَشْرَةَ خُطُوَاتٍ مِنْهُ»
- صحيح مسلم (4/ 2221) " … إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ "
فقد عرضت على السامري ( الدجال ) آيات الله عز وجل ( وفتح عليه من الأسرار مالم يفتح على غيره ) فأستخدمها في الشر فأخلد إلى الأرض فأصبح من المنظرين .
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث([41]) ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾الأعراف
صفات السامري ووظيفته
1- غوي مجرم : وقد أسهبنا في الحديث عن الغوي المفسد في الجزء الرابع من بحث موسى عليه السلام قبل الرسالة
2- مفسد دجال([42]) : فهو فاسد في ذاته مفسد لغيره فقبل صعود موسى عليه السلام للجبل كانت وصية موسى عليه السلام لأخيه هارون عليه السلام ( ولا تتبع سبيل المفسدين ) فكان يعلم موسى وهارون عليه السلام أن بينهم مفسدين...
وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿الأعراف: ١٤٢﴾
3- لون جلده بين السمار والبياض
· فسَمُرَ الشخص : إما يكون لونه كاملا يميل بين البياض والسمار ( أحمر )([43]) وإما يكون مصاب بالبهاق وبالثانية يكون لونه ( كلون إلهه بوخيس )([44]) والبهاق سببه اختلال في صبغة الميلانين الذي يؤثر نقصانه في العينين وفي الرؤية تحديدا مما يسبب له رهب الضوء والحساسية من الإضاءة في النهار وقد يكون هذا سبب نشاطه وحركته في المدينة ليلا فقد وجده موسى عليه السلام هو والفرعوني يقتتلان – على حين غفلة من أهلها ( ليلا )([45]) ولذلك كان الليل هو الفترة المفضلة لحركته لأنه أقل ضررا على عينيه من النهار فكان له قدرة على الرؤية ليلا أفضل فالنهار كان يسمره (و يمنعه ) عن الحركة والسمر له علاقة بالسمر والسهر ليلا .
· وسمر العين أي فقأها وسملها : فقد يكون مفقوءً مسمول العين([46]) – لهذا كان ضعيف النظر فله عين مسمولة ( عوراء ) وعين معيوبة معلولة ( برهاب الضوء ) .
ولكنه عندما كان مسؤولا عن تابوت يوسف عليه السلام عند رحيلهم من مصر ، فقد استطاع علاج جلده (فعاد كله سليما) وكذلك رهاب عينه من الضوء بل أصبحت ترى مالا تراه العين الطبيعية ([47]) وحسن مدى رؤيته([48]) ولكنه عجز عن علاج عينه المسمولة المفقوءة ( العوراء )([49])
4- كاهن الثور الأبيض والأسود ( بوخيس ) : وقد بينا أن سامري باللغة الهيروغليفية معناها كاهن الثور بوخيس ذو اللون الأبيض والأسود (فيكون معنى السامري الكاهن الذي يعبد العجل الذي فيه بياض وسواد )
( اللوحة التالية وفيها يظهر رجلا يسجد للعجل المقدس) وجدت في مقبرة سقارة زمن الفرعون أمنحتب الثالث ( الفرعون الذي تبنى موسى عليه السلام )
5- حرفي ماهر في صناعة الأصنام التي تجسد الثيران : فالسامري هو من قد صنع العجل وفتن بني إسرائيل
السامري والدجال هما رجل واحد
إذا أردت أن تتعرف على الدجال فتعرف على السامري و إذا أردت أن تتعرف على السامري فتعرف على الدجال
وسنجد التشابه في السامري والدجال من حيث
· تشابه في الأصول
· تشابه في الصفات الشكلية
· تشابه في الصفات الفعلية ( غوي مجرم مفسد دجال )فمثلا نجد
- كلاهما من بني إسرائيل ([50])
- كلاهما يسعى إلى الحرب والإنتقام([51]) وإنقاذ بني إسرائيل من أعدائهم([52]) فكلاهما قومي النزعة .
- كلاهما يسعى للسيادة و القيادة والتعظيم و التبجيل
- كلاهما غوي مفتن مجرم مفسد كذاب دجال طاغوت([53]) كافر
- كلاهما منظر لأجل الله عز وجل يحدده له
- كلاهما أحمر([54]) شاب([55]) جسيم([56])أفحج([57]) قصير([58]) عريض النحر فيه دفأ([59]) ([60])
- رأسهما كأصلة([61]) : إما وصفا للحركة المستمرة للرأس كالأصلة وإما في طبيعة رأسه وشعره فشعره جعد([62]) قطط([63]) جفال الشعر كأغصان شجرة ([64]) وقد يكون يغطي رأسه كشكل الأصلة وهو يشبه النمس غطاء رأس الفراعنة
· شعر الدجال كشعر ( رأس تابوت ) معاصره أخناتون الذي ادعى الألوهية من قبله ومثل شعر أصحاب الصور التالية وهي تشبه نوعا ما شكل رأس الأصلة بعضها الجانبي
· رأس الدجال قد يغطيه النمس وقد يغطيه شعره الذي يشبه غطاء الرأس النمس الذي كان يرتديه الحكام من عصر المملكة المصرية القديمة إلى المملكة المصرية الحديثة ويتكون من هيكل يشبه الوشاح يغطي الرأس بالكامل، متدليًا إلى الكتف خلف الأذنين، وذيل طويل في منتصف الظهر وهو يشبه رأس الأصلة .
- كلاهما ([65]) عقيم
- كلاهما مسيح([66])أعور العين اليمنى (لا يرجى شفاؤها وبرؤها )والعين الأخرى سليمة([67]) لا عيب فيها .
- ذكر موسى وعيسى عليهما السلام والدجال في حديث واحد قد يكون له دلالة وعلاقة تربطهم فالدجال بدأت فتنته منذ زمن موسى عليه السلام وستنتهي فتنته زمن عيسى عليه السلام … والله أعلم
فقد جاء في صحيح مسلم (1/ 151) "ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ، فَقَالَ: «مُوسَى آدَمُ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ»، وَقَالَ: «عِيسَى جَعْدٌ مَرْبُوعٌ»، وَذَكَرَ مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ، وَذَكَرَ الدَّجَّالَ "
سبب ادعاء الدجال للألوهية
- صفاته الجسدية ( الخارقة ) ، ولا يقدر احد أن يقتله إلا رجل واحد ( عيسى بن مريم عليه السلام )
- تعلمه على مدى دهور علوم لا يعلمها إلا هو ، هذه العلوم مكنته من صنع أشياء ومعرفة أشياء تحتاج إلى دقيق العلم وأسراره
- إستعانته بالشياطين وتعلمه على مدى دهور كافة أنواع السحر
- كفرا بالله عز وجل وعصيانا له وكبرا .
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿الأعراف: ١٧٥﴾
فكل ما كان يملكه من قدرات جسدية شبه خارقة فوق طبيعة البشر واستعانته بالشياطين وتعلمه علوم لا يعلمها إلا هو استخدمها للتلبيس والدجل على الناس
فَأَتْبَعَهُ : لحقة وساعده ( وكان خلفه – وكأنه أصبح تابعا له ينفذ للدجال ما يطلب منه ) فغاية إبليس([68]) ليست السيادة في الأرض ولا يهمه الوسيلة فهدفه الوحيد
- قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿ص: ٨٢﴾
- ﴿لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾النساء
ما علاقة الدجال بالرموز الماسونية
بداية كل المنظمات السرية الكفرية وكل أرباب الملل الكفرية والشركية لهم خيوط ممتدة للدجال وإبليس([69]) تؤدي لهم بولاء فروض الطاعة و العبودية فليست الماسونية هي وكر الدجال الوحيد الذي يختفي فيه ولا يظهر منه إلا ظله ولكن قد تكون أوسعها إنتشارا وأكثرها تنظيما وأقدمها وجودا.
أما الرموز الكفرية المرتبطة بالدجال تجدها عندهم جميعا وليس للماسونية حصر وتميز عنها بل تجدها متكررة هنا وهناك بصور وأشكال مختلفة ، ولا مجال هنا لتحليلها فهي رموز كثير ولكن أود أن أشير إلى أن هذه الرموز ما هي إلا تعبيرا عن الطقوس الدينية الكفرية وتجسيد للدجال وإبليس وأهدافهم الخفية وسأذكر رمزين ( ذكرا دون الخوض في تحليل معانيهما )
- العين الواحدة تشير لعين الدجال التي ترى ما لا يستطيع غيرها رؤيته
- والرموز الفرعونية كالأهرامات والثيران ( إشارة للبلد التي ولد فيها([70]) ونشأ فيها وطرد منها ولربه الأول الذي كان يعبد )وكل الرموز الشيطانية السحرية هي من أدواته وصنعته
- الماسونية : يدعي أعضاؤها أنهم البناؤون الأحرار ( وقد كان المسؤول عن هذه الحرفة تحديدا هم كهنة الفراعنة والذي كان الدجال يوما واحدا منهم )
- الكاهن الأعظم للماسونية يلقب بمهندس الكون الأعظم وهو الكاهن الدجال الأكبر "الدجال "
- الماسونية منظمة عالمية ( ضمن مجموعة من المنظمات الأخرى المتحدة ) لتوحيد الأديان لعبادة إله واحد([71]) وهو ( الدجال ) .
والله أعلم