جمال ابو نزال
عدد المساهمات : 15 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: اعجاز القرأن الكريم السبت مارس 17, 2012 12:00 am | |
|
مُقدمةقال تعالى (وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً. قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً. أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً) 49 - 51 الإسراء. تتحدث هذه الآيات عن إنكار المشركين لحقيقة البعث بعد الموت بعد أن يتحولوا إلى عظام وتراب, ولكن جاء الرد الإلهي يخبرهم أنكم حتى لو أصبحتم حجارة أو حديد فإن الله قادر على أن يبعثكم مرة أخرى, و لا اشكال عند الله فى كونكم فى الصورة العضوية (عظام و رفات) أو أنكم تحولتم الي صورة غير عضوية (حجارة - حديد), فالذى فطر الانسان و غيره من المخلوقات لأول مرة من تراب الأرض قادر على الاعادة و هى من وجهة نظركم أهون على الله الذى لا يوجد عنده سهل و صعب فالكل فى حقه سهل {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الروم27. وفي هذه الآيات يشير القرآن إلى تحول الموتى إلى حجارة أو حديد وهذه حقيقة تم إثباتها علميا. ليس هذا فقط بل أصبحت هذه الحقيقة أساس علمي لدراسات أكثر تعقيدا فيما يعرف بعلم المتحجرات (Paleontology). وبالتالي فإن القرآن قد سبق العلم الحديث في الإشارة إلى حقيقة تكون الحفريات نتيجة تحول الموتى إلى حجارة أو حديد.
الحفريات (Fossils)
الحفريات أو المتحجرات هي عبارة عن بقايا أو أثار الحيوانات أو النباتات التي حفظت بواسطة أسباب طبيعية على سطح القشرة الأرضية ومصطلح Fossil يشير إلى كل ما هو موجود أو مدفون في الأرض بصورة عامة ، لذا فان الأحياء التي تعيش حاليا لا يمكن اعتبارها متحجرات عندما تموت وتدفن لان معظم علماء المتحجرات يعزون تصنيف المتحجرات على إنها الكائنات التي دفنت في أزمان معينة. حيث أن الحد الأدنى لعمر المتحجرات يعتبر 10 آلاف سنة ويصل أعمار بعض المتحجرات إلى 4 مليار سنة. وتمثل المتحجرات المكتشفة وغير المكتشفة وأماكن تواجدها في التكونات الصخرية والطبقات الرسوبية ما يعرف باسم السجل الحفري. ولقد استطاع العلماء تحديد أعمار المتحجرات عن طريق تحديد أعمار طبقات الصخور التي تحتوي عليها وذلك بواسطة ما يعرف باسم (radiometric dating) وهي تحديد أعمار الصخور عن طريق النظائر المشعة الموجودة بها. ومن هنا فإن الطريقة الوحيدة لدراسة الحياة القديمة (prehistoric life) هي عن طريق دراسة بقاياها المحفوظة على هيئة متحجرات. ولذلك فمن الخطأ مثلا أن يصف بعض الناس متحجرات الديناصورات بالهيكل العظمي للديناصور حيث أنه في الحقيقة لا يمكن للمواد العضوية التي تتكون منها العظام أن تظل موجودة لهذه الملايين من السنين. بل ما نراه بأعيننا هو عبارة عن نموذج صخري لهذه العظام. وبالتاي فنحن لا نرى من بقايا الديناصورات إلا الأجزاء التي تحولت منها إلى حجارة.
يقول أستاذي الدكتور/ حسني حمدان أستاذ علوم الأرض في مقدمة منهجه في تدريس علم الحفريات "زخر أرشيف الحياة على الأرض بسجل رائع للأمم التي تداولتها الأيام من أقدم الكائنات ظهورا على الأرض وإلى يومنا هذا. وعلى دارس علم الحياة القديمة أن يسير في الأرض فينظر كيف بدأ الخلق. حقا إنه سجل مبهر إلا أنه في نفس الوقت ليس كاملا. وإن كانت الحقيقة أن كل ما عاش مات , إلا أنه من المؤكد أن كل ما مات لم يقبر, وكل ما قبر لم يحفظ, وكل ما حفظ لم نعثر عليه, وكل ما عثرنا عليه لم نتعرفه. ويحوى سجل الحياة فراغات أكثر من السجل ذاته. وتلعب ثلاثة عوامل أدوارا رئيسة في حفظ بقايا الكائنات البائدة تتنوع ما بين التحطيم الميكانيكي, والحياتي والكيميائي. وحينما ندرس لطلابنا الطرق التي من خلالها يتم حفظ الكائنات لا يجب أن تغيب عنا إشارات القرآن عن إمكانية تحول بقايا الإنسان إلى حجارة أو حديد أو ما هو أكبر من ذلك, وإلى المثلية بين الدواب والطيور والإنسان , وإلى تقسيم الكائنات, وإلى تعريف النوع البيولوجى, وإلى أن السجل الكامل للأقدمين عند رب العالمين".
ما هي شروط حفظ المتحجرات؟1. وجود أجزاء صلبة مثل العظام والأصداف والنسيج الصوفي 2. سرعة الطمر مع انتقال بسيط للكائنات من موقع موتها وليس مسافة طويلة وهذا يقع تحت علم Taphonomy وهو علم متخصص بما حصل للكائن الميت من زمن موته إلى حين اكتشافه 3. الدفن في الترسبات الناعمة مثل الطين والغرين والرمل 4. حركة قليلة لفعالية البكتريا على بقايا الحيوانات والنباتات بعد موتها وعليه عدم حصول التحلل السريع 5. مستوى ثابت من درجة الحرارة والرطوبة 6. عملية دوران المياه الجوفية حاملا المعادن الذائبة لتثبيت المكونات الكيميائية.
كيف تتحول العظام إلى حجارة أو حديد؟ من المعروف أن أكثر بقايا الكائنات الحية حفظا هي البقايا الصلبة مثل العظام والأسنان والدروع. ويحدث ذلك عندما يتم استبدال المركبات الكيميائية في هذه البقايا بأنواع من المعادن تكون غالبا إما معدن الكالسيت (calcite) أو السليكا (silica) أو البيريت (pyrite). ومن هنا يمكن تقسيم هذه البقايا المتحجرة حسب المعادن التي استبدلتها إلى نوعين أساسيين 1- البقايا التي تحولت إلى حجارة من المعروف أن الكالسيت والسيليكا هم المكون الأساسي لمعظم انواع الصخور والحجارة بل أن السليكا مثلا هي أكثر المعادن تواجدا في القشرة الأرضية. ولذلك فعندما تستبدل معادن السليكا أو الكالسيت بقايا الكائن الحي يتكون نموذج صخري لهذه البقايا، وبالتالي فإن هذه البقايا تكون تحولت بالفعل إلى حجارة. 2- البقايا التي تحولت إلى حديد في كثير من الحالات يتم استبدال بقايا الكائن الحي بمعدن البيريت والذي يعرف أيضا باسم الحديد بيريت (Iron pyrite). وهذا المعدن عبارة عن ثاني كبريتيد الحديد (FeS2) ويعطي هذا المعدن لون وبريق يشبه الذهب لذلك يعرف باسم الذهب الكاذب. وعندما يتم استبدال بقايا الكائن الحي بهذا المعدن ويكون محفوظا حفظا جيدا فإن نموذج هذه البقايا المكون من الحديد بيريت يعطي بريق معدني مماثل لبريق البيريت.
ولكن أكثر من ذلك إن معدن البيريت معدن غير ثابت فعندما لا تكون البقايا محفوظة جيدا وتتعرض للرطوبة فإنها تتأكسد وتتحول إلى ركامة من الصدأ والذي هو عبارة عن كبريتات الحديد (FeSO4.7H2O). ولنرى مدى الإعجاز فبقايا الكائنات الحية تتحول مع مرور العصور والأزمان إلى حجارة أو في بعض الحالات تتحول إلى خامات الحديد والتي نفسها مع الوقت تتحول إلى كومة من صدأ الحديد, "قل كونوا حجارة أو حديدا" (الإسراء 50). ولنقول للكافرين نعم مهما مر من الوقت والعصور على الموتى و تحولوا إلى حجارة أو حتى تحولوا إلى حديد فإن الذي خلقهم من العدم قادر على أن يعيدهم مرة أخرى. وليعلم العالم كله أن هذا الكتاب العظيم المنزل على قلب نبي أمي في قلب الصحراء هو كلام خالق هذا الكون عز وجل. | |
|