بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل من يعمل في الإعجاز العلمي
وطالما أننا نقول بالإعجاز العلمي في القرآن, كوسيلة لإثبات صدق الوحي والنبوة, فعلينا توخي الدقة في المعلومات العلمية التي نحن بصدد استخدامها كدليل علمي لذلك.
إن الحقيقة القرآنية غاية لا يمكن بلوغها مهما كانت قدرتنا الفكرية أو العلمية لأن الحقيقة القرآنية لا يعلمها إلا الله تعالى. قال تعالى: {... وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ...}آل عمران 7.
ولكن للحقيقة القرآنية بداية ومسار ومستقر. أما البداية فتكون من عند الكلمة والجملة في الآية, وهنا يجب علينا فهم المعاني المتنوعة والمتعددة للكلمة القرآنية . ثم فهم ظاهر النص للجملة القرآنية . ثم السير في مسار الآية نحو حقيقة مدلولها .
وطالما أننا يستحيل أن نبلغ منتهى المسار لمعرفة الحقيقة القرآنية التي تكمن في طيات الآية , فإن هذا لا يمنع أن نتعمق من البداية في المسار, فبتقوى الله يعلمنا الله قال تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم الله }البقرة 282.. وهنا يختلف كل متعمق عن الآخر فمنا من يكون في حيز الحرف والكلمة, وظاهرهما. ومنا من يكون في حيز الجملة والعبارة وظاهرهما. ومنا من يتعمق قليلاً في مسار الحقيقة , ومهما تعمقنا, فما أوتينا من العلم إلا قليلاً.
لذلك أوجه نداء لكل من يعمل في إثبات صدق الوحي والنبوة بالدليل العلمي:
(أيها الأخوة الأعزاء العاملين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة, يا من تبتغون وجه الله تعالى والدعوة إلى عبادته وتوحيده , وإثبات صدق الوحي على نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام. أنصحكم ونفسي بأن لا تروجوا معلومة أو فكرة في قضية إثبات صدق الوحي والنبوة, إلا أن تكون فكرة حقيقية وصائبة سواء في مفهوم الآية القرآنية, أو المعلومة العلمية , وأنصحكم ونفسي بتقوى الله تعالى فيما نقول, حتى لا يخدعنا أعداء العقيدة الصحيحة, وينصبوا لنا فخاخ المعلومات الضالة والمضلة, لنتهافت عليها بدون تدقيق. ولا تأخذنا الشهرة ولا المراكز العليا, ولا جمع المال من امتهان هذه الوسيلة الداعية إلى الله تعالى. ولا تأخذنا العزة بالإثم, إذا ما بصرنا أي شخص بأخطائنا, أو نصحنا بتقوى الله تعالى في كل ما نقول في الإعجاز العلمي. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.)
أخوكم في الله دكتور جودت مجدي عيادة منصور