تتلخص هذه المشكلة كما يراها المختصون الذين يعتقدون بصحتها، بتزايد انبعاث غاز ثنائي أوكسيد الكربون وستة غازات ملوثة أخرى إلى الغلاف الجوي مما يؤدي إلي حبس كمية من الحرارة في الغلاف الجوي للكرة الأرضية أكثر من المعدل الطبيعي، ويوضح الشكل آلية الحبس الحراري، إذ تتمكن أشعة الشمس بمختلف أطوالها الموجية وخصوصاً الأشعة المرئية منها، من اختراق الغلاف الجوي للأرض بسهولة، وحين تصطدم بسطح الأرض تتحول الى موجات ذات أطوال موجية أكبر تعرف بالأشعة تحت الحمراء، وهي عبارة عن الحرارة، التي لا تمتلك المقدرة الكاملة على إختراق الغلاف الجوي، إذ تعمل جزيئات بعض الغازات مثل ثنائي أوكسيد الكاربون، والميثان وبخار الماء وغيرها، من صد الموجات الحرارية وحبسها في الغلاف الجوي فيكون عمل هذه الغازات مشابهاً تماماً لعمل الألواح الزجاجية التي تحبس الحرارة داخل الغرف أو داخل البيوت الزجاجية المستعملة لتكثير النباتات فتؤدي الى تدفئتها، وتعد عملية حبس الحرارة من العمليات الضرورية للحفاظ على شئ من الدفئ لكوكب الأرض، واليه يعود الفضل في نشوء واستمرار الحياة، إلا ان زيادة عملية الحبس الحراري فوق المدى الطبيعي له هي التي تعد أمراً غير مرغوب به. ولإثبات أهمية الغاز فقد أجريت قياسات خاصة بواسطة المركبات الفضائية لدرجات الحرارة على كوكبي الزهرة والمريخ، واستخرجت عينات من جليد القطبين لقياس تركيز الغاز الذائب قبل الآف السنين، وغير ذلك من الأدلة والبراهين لدعم النظرية، هذا فضلاً عن القياسات المستمرة لغاز ثنائي أوكسيد الكاربون التي أثبتت فعلاً زيادته على نحو ملحوظ كما يلاحظ بأن الزيادة تترافق مع إرتفاع الحرارة لعموم الكبرة الأرضية، مما يعزز العلاقة ما بين الظاهرتين ويجعل من ربطهما بالتغيرات المناخية أمراً منطقياً