بدأ تشغيل تجربة ما يعرف باصطدام الهادرون الضخم لمحاكاة "الانفجار الأعظم" الذي يعتقد أنه مصدر لنشأة الكون، وذلك بعد توقف للتجربة طيلة 14 شهرا.
وتمكن المهندسون القائمون على الآلة الضخمة من إنتاج دوامة من البروتون بعد الساعة التاسعة مساء بتوقيت جرينيتش الجمعة.
وتتمثل المنشأة التي تجري فيها تجربة المحاكاة في نفق دائرة بطول 27 كيلومترا على عمق يناهز 100 متر تحت سطح الأرض عند الحدود الفرنسية-السويسرية.
وتقوم التجربة على محاولة صدم أشعة من البروتونات بعضها ببعض في مسعى لإلقاء بعض الضوء على طبيعة الكون ونشأته.
وكانت التجربة قد توقفت لإجراء إصلاحات هيكلية منذ وقوع حادث اعتراها في سبتمبر/أيلول 2008.
وتقوم الهيئة الأوروبية للبحوث النووية على تشغيل آلية التجربة، والتي تهدف لتخليق ظروف مشابهة للتي يعتقد أنها كانت متوافرة وقت وقع الانفجار الأعظم الذي تعزى إليه نشأة الكون.
وتدور داخل المنشأة دفقات يتكون كل منها من مليارات البروتونات يتم الدفع بها بشكل متحكم فيه.
ويتم الاستعانة بدعم كهربي خاص لـ"تجميع" البروتونات الموجودة داخل الذرات في شكل مدفقات تسير في شعاع دائر ومستقر.
رسم توضيحي لإصلاحات آلية صدم البروتونات لمحاكاة "الانفجار الأعظم"
- استبدال 14 مغناطيسا رباعيا
- استبدال 39 مغناطيسا ثنائي القطب
- إصلاح أكثر من 200 وصلة كهربية
- تنظيف قطاع من أنبوب الدفقات بطول أكثر من أربعة كيلومترات
- تثبيت نظام كبح جديد آمن لبعض القضبان المغناطيسية
- وضع المئات من منافذ الهيليوم الجديدة حول الآلة
- إضافة آلاف المجسات وأجهزة الاستشعار لمنظومة الإنذار المبكر
وثمة 1200 قضب مغناطيسي فائق تشكل حلقة رئيسية بالمنشأة، حيث تعمل تلك القضبان المغناطيسية على "لي" أشعة البروتون في اتجاهين متعاكسين حول الحلقة الرئيسية بسرعة تقارب سرعة الضوء.
وتتصادم دفقات البروتون بعضها ببعض عند نقاط محددة داخل النفق بدفع هائل، بينما يراقع العلماء ما ينتج عن ذاك التصادم ويخلصون إلى نتائج جديدة تتعلق بالمعرفة الطبيعة (الفيزياء).
وكانت المنشأة قد أوقفت في سبتمبر،أيلول 2008 بعد تسعة أيام من تشغيلها بسبب عطل كهربي أسفر عن تسرب للهيليوم المسال المستخدم في تبريد العملية التجريبية وصولا لحرارة -271 تحت الصفر مئوية.
وقد أنفقت الهيئة الأوروبية للبحوث النووية زهاء 40 مليون فرانك سويسري (24 مليون جنيه إسترليني) على الإصلاحات لإعادة الآلية للعمل