السرعة المتجهة هي مقدار التغير في موقع الجسم بالنسبة إلى نقطةٍ مرجعيةٍ محددة، وهي تتناسب مع الزمن، فتُقاس السرعة بالمتر لكل ثانية على سبيل المثال، إلّا أنّه ولتصبح السرعة متجهةً علينا تحديد اتجاهها، فنقول إنّ الجسم يتحرّك بمقدار خمسين متراً لكل ثانية باتجاه الشمال على سبيل المثال، أي إنّنا نحتاج إلى تحديد مقدار السرعة واتجاهها لنقول إنّ السرعة متجهة. الكميات القياسية والمتجهات لفهم السرعة المتجهة بشكلٍ أفضل وأوضح علينا في البداية فهم أحد المبادئ الأساسية في الفيزياء وهي الكميات القياسية والمتجهات؛ فالسرعة يمكن وصفها على سبيل المثال ككميّة قياسية أو كسرعةٍ متجهة، فالكميات القياسية هي الكميات التي تحدد من خلال كميةٍ فقط، أي كقولنا إنّ كتلة جسمٍ هي خمسون كيلوجراماً، أو إنّ سرعة جسمٍ ما هي ستون كيلومتراً في الساعة، وأمّا المتجهات فهي التي تحدد من من خلال مقدارٍ واتجاهٍ في الوقت ذاته، كالقوة أو السرعة المتجهة، ففي الفيزياء والتحليل الاتجاهي نقول إنّ قوةً تؤثر على جسمٍ ما بمقدار سبعين نيوتن للأعلى، أو يتم تحديد اتجاهها باستخدام أيّ مرجعٍ معين، كاستخدام نظام الإحداثيات الديكارتي أو زوايا أويلر أو غيرها من الطرق لتمثيل المتجهات. السرعة والسرعة المتجهة ممّا سيق يتبيّن لنا الفرق بين السرعة والسرعة المتجهة، فبإمكاننا عند استخدام السرعة لوصف الجسم تحديد مقدار السرعة التي يتحرك فيها الجسم فقط من دون النظر في اتجاه حركته، وهو ما لا يمكن استخدامه في الفيزياء والميكانيكا وعلم الحركة على وجه التحديد؛ إذ إنّ اتجاه السرعة هو أمرٌ أساسيٌّ عند التعامل مع السرعة في المسائل المختلفة في الفيزياء وعلم الحركة، ولهذا يتمّ استخدام السرعة المتجهة فيها والتي يتم من خلالها معرفة اتجاه حركة الجسم. ويمكننا ملاحظة الفرق الرئيسي عند دراسة جسمٍ يدور حول دائرةٍ بسرعةٍ معينة؛ فلحساب سرعته المتوسطة على سبيل المثال أثناء دورانه سنحتاج إلى قسمة محيط الدائرة على الوقت المستغرق لدوران الجسم حولها، وأمّا في حال متوسّط السرعة المتجهة فسيكون مقدارها صفراً، إذ إنّ السرعة المتجهة يتمّ حسابها عن طريق قسمة مقدار الإزاحة التي تحرّكها الجسم من نقطة البداية إلى نقطة النهاية على الزمن الذي استغرقه، وفي حال الدائرة فإنّ نقطة البداية والنهاية هي ذاتها أي إنّ إزاحته تساوي صفر