الصوت هو: ترددات أو اهتزازات أو موجات متحركة، تنتشر في الأوساط الصلبة والسائلة والغازية بسرعات مختلفة، ولا تنتقل بالفراغ. وتؤثر طبيعة المادة على انتشار الصوت من حيث حالتها وكثافتها واللزوجة والضغط . فالصوت ينتشر بالأوساط الصلبة أسرع منه في السائلة أسرع منه في الغازية، وسرعته في الهواء تساوي 343 م/ ث. تتخذ الأصوات أشكال الأمواج في انتشارها، وبذلك تحمل خصائص معينة؛ فهي ذات ترددات و أطوال موجبة مختلفة، و للموجة الواحدة سعة وقمة وقاع . وتمتلك الموجات طاقة تسمى الطاقة الصوتية، وتحمل معها أيضاً طاقة حركية بسبب اهتزازات الوسط . وللصوت خصائص أخرى كشدته وهي: تعبر عن القدرة العابرة خلال وحدات المساحة العمودية على انتشار الموجة، ووحدتها واط/ م2 . فيقسم الصوت من حيث الشدة إلى عال ومنخفض،- وأيضاً- درجة الصوت تعتبر من خصائص الصوت؛ فيقسم إلى أصوات رفيعة مثل: صوت المرأة، وأخرى غليظة مثل: صوت الرجل ، ومن ثم نوع الصوت؛ فيعتمد نوع الصوت على مصدره وطريقة اصداره، وبه نميز الأصوات المتنوعة عن بعضها. وبعض الأصوات مفيدة ومريحة ؛ كصوت العصافير والأذان، وبعضها ضارة ومزعجة ك"زامور" السيارات . بعد انتقال موجات الصوت إلى أذن الإنسان عن الطريق الصوان الذي يجمع الأصوات ويضخمها، تنتقل هذه الموجات بعد مرورها بالأجزاء الخارجية منها إلى الأذن الوسطى، ثم أخيراً تصل الموجات إلى الأجزاء الداخلية، ثم تنتقل إشارات عصبية إلى الدماغ فيميزها عن بعضها وتتخزن في ذاكرة الانسان اصوات مميزة، وتصنف الموجات الصوتية حسب تردداتها إلى موجات سمعية، وفوق السمعية، وتحت السمعية . والأذن البشرية تسمع الأصوات ذات الترددات المعينة و أقلها تلك التي تمتلك شدة 1210- واط/ م2 ، ولها تلك المسموعة تردد بين 20 هيرتز إلى 20000 هيرتز. وتقاس شدة الصوت بمقياس "الديسبيل"، ولأن للصوت أهمية بالغة في مجالات الطيران والفضاء والأبحاث الطبية والنووية ودراسة الحيوانات وسلوكها، وتطوير الأجهزة الصوتية وتطبيقاتها، فإن له علم قائم بذاته يسمى علم الصوتيات . وللصوت ظاهرة تتبعه وهي صدى الصوت أو ارتداده وتكرره مرة أخرى إذا اصطدم الصوت بحاجز ما، ويكثر الصدى في الأماكن المهجورة والفارغة والقاعات الكبيرة الخالية. ولتفادي تكون الصدى في قاعات الأفراح والملاعب المغلقة فإنه يتم وضع الفلين في الجدران لامتصاص الأصوات ومنع ارتدادها. وهي ظاهرة تساعد الخفاش على معرفة الطريق أمامه؛ إذ إنه لا يبصر، ويبحث عن طعامه ليلاً؛ فيصدر أصواتاً تصطدم في الحواجز أمامه، فترتد إليه صدى تعلمه عن وجود الحاجز. إن الإنسان عرضة للتلوث السمعي أو الضوضاء الناجمة عن الأصوات العالية والشديدة، وقد تتضر به ضرراً شديداً؛ لذلك يجب أن يراعي الإنسان مخاطرها، ويحافظ على نفسه؛ لينعم بنعمة السمع، ويشكر الله تعالى عليها. إذ قال تعالى :" وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون " .