في الماضي كان من الصعب على الإنسان أداء أعماله بالسهولة والسرعة كما في أيامنا هذه، إذ أن كل عمل كان يحتاج الكثير من الجداول الورقية الضخمة والتي كانت تهدر الكثير من الوقت، لكن مع التطور الذي شهده العالم في عالم التكنولوجيا استطاع الإنسان أن يغير من طريقة أدائه لأعماله إذ تمكن من اختراع أدوات وآلات تكنولوجية تبسط وتيسر له جميع أعماله وتزيد من جودتها وكفائتها، كما أنها لا تكلفه الكثير من الوقت والجهد، وكان إختراع الحاسوب هو أهم ثمرة من ثمرات التطور التكنولوجي. الحاسوب الحاسوب أو كما يسمى الكمبيوتر أو الحاسب الآلي، هو عبارة عن جهاز إلكتروني عالي الدقة يتمتع بما يكفي من الذكاء ليقوم باستقبال البيانات الخام التي لا يمكن الإستفادة منها حتى يقوم بمعالجتها لتصبح في ما بعد معلومات مهمة ويمكن الإستفادة منها، ولا يقتصر عمل الحاسوب على معالجة البيانات فقط، بل يقوم بتخزين المعلومات الناتجة في وسائط النخزين المختلفة، كما أن له القدرة الهائلة على التعامل مع المسائل الرقمية والمنطقية بسهولة وسرعة كبيرة كما في الحواسيب الحديثة المنتشرة في أيامنا هذه، لكن حتى يستطيع الحاسوب القيام بكل هذه المهمات فإنه لا يمكنه العمل دون برمجيات خاصة لتشغيله تدعى أنظمة التشغيل، والتي من أشهرها والمعروفة بشكل كبير في أيامنا هذه هي الويندوز. في أيامنا هذه نلاحظ إنتشار الحواسيب بكم هائل في جميع المجالات والأماكن، فلم يعد هنالك بيت يخلو من وجود جهاز حاسوب واحد على الأقل فيه، كما أن المصانع والشركات والمدارس والجامعات أصبحت تعتمد في أعمالها على جهاز الحاسوب بشكل كبير، لكن يظل هنالك تساؤل يدور في الأذهان عن قصة إختراع هذا الجهاز المهم. متى بدأت قصة إختراع الحاسوب بدأت قصة إختراع الحاسوب عندما لمعت فكرة إختراع آلة جديدة تكون بديلاً للجداول الحسابية الورقية الضخمة في رأس تشارلز بابيج، وهو عالم رياضي وفيلسوف، ومخترع ومهندس ميكانيكي بريطاني الجنسية، أتم دراسته الجامعية في جامعة كامبردج، وكان بابيج أول من عمل على تصميم آلة حاسبة كانت الأولى من نوعها آنذاك وأطلق عليها اسم ماكنة الفروق، وكانت فكرتها هي الفكرة الأساسية لإختراع الحاسوب مع أنها لم تستعمل في ذلك الوقت، وكان من اهتمام الحكومة البريطانية بأفكاره أن قدمت له منحة مالية ليتمكن من تطوير وإكمال آلته، إلا أنه قام بإختراع آلة جديدة توازي الحواسيب الحديثة في أيامنا هذه منفقاً جميع أموال المنحة وجزءً من ثروته على ذلك، لكنه مع الأسف كان قد توفي في عام 1871 قبل أن يستطيع إكمال وتطوير هاتان الآلتان. وبعد ذلك في عام 1941 ظهر أول جهاز حاسوب قابل للبرمجة من قبل العالم الألماني كونراد سوزه، وكان هذا الجهاز هو الأول من نوعه الذي يستطيع القيام بالعمليات الحسابية بشكل أوتوماتيكي ودقيق نوعاً ما، وكانت النتائج التي يتم الحصول عليها دائماً صحيحة، وكان قد استخدم في ذلك الوقت من قبل معهد أبحاث الطيران الألماني، وذلك لإجراء التحاليل والإحصائيات بخصوص مشكلة إضطراب أجنحة الطائرات. وفي عام 1944 ظهر جهاز يدعى "هارفرد مارك 1" والذي كان من إختراع عالم الرياضيات الأمريكي "هوارد إيكن"، وكان هذا الجهاز قد بلغ من الوزن ما يقارب 35 طن وكان يحتوي على 800 خيط سلكي، وكان يتمتع بما يكفي من الدقة في إجراء العمليات الحسابية وصولاً إلى المنزلة 23 بعد الفاصلة العشرية، وكان هذا الإختراع بداية سلسلة من الإختراعات الناجحة لهوارد إيكن الذي تمكن في ما بعد من إختراع هارفرد مارك 2، وهارفرد مارك 3، لكن الإختراع الأكثر تطوراً كان هارفرد مارك 4 والذي كانت جميع مكوناته إلكترونية.