يعتبر العلماء ذخراً وكنزاً لأيّ مجمتع من المجتمعات، بل إنّ درجة تقدّم وتطوّر المجتمعات والأمم تحدّد بناء على عدد العلماء فيها وما يقدّمونه من إنجازات ومخترعات، فكلّما كثر العلماء كلّما كان ذلك مؤشراً على التّطور والرّقي في الأمّة، وإنّ فضل العلم لا يخفى على أحد، فالعالم يعطي ويقدّم لبلده ما لا يقدّمه الجاهل أو المقصّر في طلب العلم، وقد أخرجت العصور الذّهبيّة للأمّة الإسلاميّة كثيراً من العلماء الذين قدّموا لأمّتهم الكثير، فرأينا من تميّز في الطبّ كابن سينا وابن النّفيس، ورأينا من تميّز في علوم الكيمياء كجابر بن حيّان، ورأينا من تميّز في علوم الجغرافيا والأرض مثل الإدريسي، وغيرهم الكثير من العلماء الذين أثروا الحياة العلميّة وظلّت مخترعاتهم وابداعاتهم تدرّس في مدراس الغرب حتّى عهدٍ قريب، وقد برز في عصرنا الحاضر عددٌ من العلماء الذين تميّزوا في مجالات المعرفة والعلوم، ومن بينهم عالم مصري اسمه أحمد زويل، فمن هو هذا العالم القدير، وما هو اختراعه الذي مكّنه من نيل جائزة نوبل التي تقدّم للمبدعين في كلّ مجالٍ من مجالات العلوم ؟. أحمد زويل هو عالم مصري نشأ في إحدى محافظات مصر وهي محافظة كفر الشّيخ في مدينة دسوق تحديداً، وقد حرص على طلب العلم والتّميز به منذ نعومة أظفاره، حيث تدرّج في سلم التّعليم وكانت البداية في كلية العلوم بجامعة الإسكندريّة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء، وقد عمل معيداً في نفس الجامعة وحصل منها على درجة الماجستير حين قدم بحثاً يتعلّق بالضّوء، ثم انتقل زويل بعد ذلك يحفّزه الطموح ويشدّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على درجة الدّكتوراة من إحدى جامعاتها في علوم الليزر، ثمّ ليعمل باحثاً ثمّ استاذاً مقيماً في معهد كاليفورنيا للعلوم والتّكنوجيّا حيث بقي فيه فترةً طويلةً حتّى أصبح استاذاً رئيسيًّا في الكيمياء. وقد حصل العالم أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 نتيجة ابتكاره اختراعاً يعمل بالليزر ويكون لديه القدره الفائقة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وتفاعلها كيميائيّاً فيما بينها، وذلك باستخدام وحدة قياس دقيقة للغاية تسمى الفمتوثانية حيث أحدث هذا الإختراع ثورةً في مجال الليزر حيث يتمكّن العالم من رؤية حركة الذّرات في الجزيئات بدقةٍ واضحةٍ، وقد حصل أحمد زويل نتيجة بحوثه واختراعاته على العديد من الأوسمة وشهادات التّكريم التي وضعته في مصافّ أبرز العلماء في العالم.