موجات الكهرومغناطيسية
مقدمة:
أصبحت الموجات الكهرومغناطيسية تحتل مكان الصدارة في عالم الاستخدامات الخطرة، نظرا لتزايد الأجهزة التي تبعث المزيد من الموجات يوميا، ولهذا اهتمت معامل الأبحاث برصد هذه الظاهرة وتأثيرها على المدى الطويل في ظل تزايد استخدام الهاتف المحمول الذي أصبح من أكثر الأجهزة استخداما للموجات الكهرومغناطيسية ، حيث لايزال الجدل محتدما بين العلماء في مدى المنافع والمخاطر المتعددة لتلك الاستخدامات.
ولقد أطلق مصطلح (الكهرومغناطيسية) على هذه الأشعة بسبب طريقة توليدها داخل الذرة المُثارة، ونتيجة لحركة الشحنات السالبة (الإلكترونات) يتولد تيار كهربي يتسبب في توليد مجال مغناطيسي مُتعامد معه، وتنتشر الموجات الكهرومغناطيسية في اتجاه مُتعامد على كل منها. ومن مصادر الضوء المرئي أشعة الليزر، وهو ضوء مرئي أحادي الطاقة ينتشر بكميات هائلة في مسار دقيق، ومن ثم تكون الطاقة الكلية المصاحبة له كبيرة جدا، الأمر الذي أهله للقيام بعمليات القطع واللحام في المجالات الطبية والصناعية.
تعريف الموجات اللاسلكية:
الموجات اللاسلكية عبارة عن مجال كهرومغناطيسي ينتقل بسرعة الضوء . وتعتمد صفات هذا المجال على تردداته أي عدد الموجات المتذبذبة في الثانية الواحدة .
تستخدم محطات التقوية الكهرومغناطيسية الإشارات اللاسلكية بتذبذب يصل إلى 450 ميغا هيرتز.
من الضروري عدم الخلط بين الموجات اللاسلكية والإشعاعات , فمن الأمثلة على النشاط الإشعاعي موجات جاما , وهي نوع من الأيونات الإشعاعية التي تتولد من المواد الإشعاعية وتختلف اختلافاً تاما عن الموجات اللاسلكية .
تعريف موجات المكرويف:
موجات المايكروويف هي جزء من الموجات الكهرومغناطيسية ذات طول موجي طويل يقاس بالسنتمتر في المدى من 0.3 إلى 30 سنتمتر ولهذه الأشعة استخدامات عديدة منها في طهي الطعام وهو ما يعرف بفرن المايكروويف Microwave oven كما تستخدم في الاتصالات ونقل المعلومات وأجهزة الاستشعار عن بعد وأجهزة الرادار ومن هنا فإن استخدامها في الطهي هو جزء بسيط من تطبيقاتها العملية العديدة
انواع الموجات الكهرومغناطيسيية:
موجات الراديو
موجات المكرويف
الأشعة تحت الحمراء
الأشعة المرئية
الأشعة فوق بنفسجية
أشعة اكس X-rays
أشعة جاما
استخدامات الموجات الكهرومغناطيسية اللاسلكية:
وتستخدم هذه الموجات في عمليات الإرسال اللاسلكي مثل:
1- الإرسال الإذاعي
2- الإرسال التلفازي
3- الرادار
4- توجيه الطائرات والسفن
5- موجات مركبات الفضاء
ويختلف طول موجات اللاسلكي المستخدمة في كل من هذه الأغراض. وأطولها موجات الإذاعة ( موجات طويلة ومتوسطة وقصيرة )، وأقصرها موجات الرادار وموجات مركبات الفضاء والتي تسمى بالموجات الدقيقة ( Micro Waves ).
- تزداد قدرة الموجات اللاسلكية على اختراق طبقات الهواء المتأينة كلما ازداد ترددها، لذلك تستخدم الموجات القصيرة ( عالية التردد ) في الموجات السماوية بهدف تغطية مساحات أوسع.
وكلما كانت الموجات عالية التردد، كلما استطاعت النفاذ إلى الفضاء الخارجي، مثل : موجات التلفاز والردار، لذلك يمكن الاستفادة من الموجات اللاسلكية القصيرة جداً ( الموجات الدقيقة Microwave ) في الاتصال بالأقمار الصناعية ومركبات الفضاء لقدرتها على اختراق جميع الطبقات المتأينة إلى الفضاء الخارجي.
المخاطر الناتجة عن استخدام الموجات الكهرومغناطيسية (اللاسلكية):
التأثيرات الصحية للإشعاعات الكهرومغناطيسية:
1. تتركز شكوى التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية في الصداع المزمن والتوتر والرعب والانفعالات غير السوية والإحباط وزيادة الحساسية بالجلد والصدر والعين والتهاب المفاصل وهشاشة العظام والعجز الجنسي واضطرابات القلب وأعراض الشيخوخة المبكرة وقد خلص بعض الباحثين إلى أن الاستعمال المتكرر بغزارة للتليفون المحمول قد يؤدى إلى الشيخوخة المبكرة Premature ageing . وقد دلت على ذلك دراسة بمدرسة العلوم البيولوجية التي ذكرت أن الاستعمال الثقيل لا يعطى وقتاً كافياً للخلايا لإصلاح ما حدث فيها من خلل، ولاسيما كسور DNA فيما يعرف " عملية الإصلاح الطبيعي Natural repair process ، وتول نتائج البحث أن الخلايا المعرضة لهذه الموجات تفقد تدريجياً القدرة على إصلاح نفسها، ومن ثم تفقد قدرتها على العمل، وأن ذلك يمكن حدوثه في الإنسان الذي يستعمل بكثافة شديدة التليفون المحمول . أما الدراسات التي أجريت على الديدان فقد أظهرت أن أعمارها قد قصرت عند تعرضها لموجات radio waves وأن ذلك قد ينطبق أيضا على الإنسان.
2. تتفق العديد من البحوث العلمية الإكلينيكية على أنه لم يستدل على أضرار صحية مؤكدة نتيجة التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية بمستويات اقل من 5و0 مللى وات/سم2، إلا أن التعرض لمستويات أعلى من هذه الإشعاعات وبجرعات تراكمية قد يتسبب في ظهور العديد من الأعراض المرضية ومنها:
أعراض عامة وتشمل الشعور بالإرهاق والصداع والتوتر.
أعراض عضوية وتظهر في الجهاز المخي العصبي وتتسبب في خفض معدلات التركيز الذهني والتغيرات السلوكية والإحباط والرغبة في الانتحار، وأعراض عضوية وتظهر في الجهاز البصري والجهاز القلبي الوعائي والجهاز المناعي بعد التعرض لموجات الميكروويف بجرعة 0.016/كجم (أقل من جرعة المحمول) قد زادت وهذا دليل على خلل قد حدث في الحاجز المخى الدموي. وقد أجرى بحث في عام 1999م مستخدماً مستويات مختلفة (8، 16، 50، 200 هيرتس)، وقد خلص إلى أن التعرض لموجات المحمول بمستوى 8 هيرتس فقط أدت إلى تغيرات في الحاجز المخى الدموى .
1. التأثير في أداء الأجهزة الطبية المستخدمة في تنشيط النبضات القلبية ومعدلات التنفس وغيرها.
2. ظهور الأورام السرطانية .
3. الشعور بتأثيرات وقتية منها النسيان وعدم القدرة على التركيز وزيادة الضغط العصبي وذلك بعد التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية بمستويات من 01و0 إلى 10مللى وات/سم2، وسميت تلك الأعراض بالتغيرات السيكولوجية.
4. التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية يتسبب في اختلال عمليات التمثيل الغذائي بالأنسجة والخلايا الحية ويرجع ذلك للحمل الحراري الزائد.
5. أوضحت الاختبارات أن التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية يؤثر في النظام العصبي المركزي، ويترتب على ذلك تأثيرات في العصب السمعي والعصب البصري.
6. التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية بمستويات تبدأ من 120مللى وات/سم2 يؤثر في وظيفة إفراز الهرمونات من الغدة النخامية، الأمر الذي قد يؤثر في مستوى الخصوبة الجنسية.
7. يتخيل المتعرضون للإشعاعات الكهرومغناطيسية بمستويات تبدأ من 700مللى وات/سم2، سماع أصوات كما لوكانت صادرة من الرأس أو بالقرب منه.
8. التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية يلحق الضرر بشبكية العين وعدسة العين البلورية، وأن ارتفاع درجة حرارة عدسة العين إلى حوالي 41درجة مئوية، يمكن أن يؤدي إلى ظهور عتامات في عدسة العين(كتاركت)، إلا أن قيمة الذبذبات وكثافة القدرة لهذه الإشعاعات القادرة على إحداث عتامة عدسة العين في الإنسان مازالت متضاربة. وقد وجد أن تعريض حيوانات التجارب لمدة ساعة واحدة للإشعاعات الكهرومغناطيسية بذبذبة 2450ميغاهرتز عند 100مللى وات/سم2 يكون كافيا لإحداث الـ «كتاركت».
9. أوضحت بعض الدراسات الميدانية في فنلنده حدوث سرطانات في الأنسجة المختلفة نتيجة التعرض للطاقات العالية من الميكروويف.
10. تأثر أداء الأجهزة الاصطناعية لتنظيم ضربات القلب ، وذلك عند تعرض المرضى المستخدمين لهذه الأجهزة للإشعاعات الكهرومغناطيسية بذبذبات من 1و0 إلى 5غيغاهرتز أو لسعة ذبذبة أكثر من 10ميكروثانية أو مجال كهربي شدته أكثر من 200فولت/أمبير.
11. رغم عدم توافر دراسات كافية عن تأثير للإشعاعات الكهرومغناطيسية في المعادن، إلا أنه ينصح بعدم التعرض للمستويات المؤثرة لهذه الإشعاعات، وذلك لمرضى كسور العظام الحاملين للشرائح أو المسامير المعدنية المستخدمة في تثبيت الكسور.
12. يتزايد القلق في شأن تأثير التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية على ميكانيكية التنبيه العصبي بمنظومات الجسم الحي، إذا ما أخذ في الاعتبار نتائج البحوث العلمية عن تأثير الإشعاعات المنبعثة من الهاتف النقال على الرقائق الإلكترونية المنظمة لعمل عدادات محطات ضخ البنزين والتشويش الذي تحدثه في التحكم الإلكتروني في إقلاع وهبوط الطائرات.
الدراسات التي تتحدث عن خطر الموجات الكهرومغناطيسية:
دراسة دكتوراه على الفار الأبيض بكلية طب أسيوط :
وفى دراسة بكلية طب - جامعة أسيوط تحت عنوان " التأثيرات الناتجة عن التعرض للموجات الصادرة عن التليفون المحمول على مخيخ الفار الأبيض"، والذى استعمل الباحث فيها عدد 48 فأراً قسمهم (مجموعة معرضة لموجات المحمول لمدة 20 دقيقة يومياً لمدة شهرين متصلين، ومجموعة ضابطة غير معرضة) .
ووجد الباحث من خلال الفحص بالميكروسكوب الإليكتروني تغيرات تهالكية فى الميتوكوندريا والشبكة الإندوبلازمية الخشنة وجهاز جولجى في داخل الخلايا العصبية بالإضافة إلى ظهور فجوات وأماكن فارغة في سيتوبلازم الخلايا المخيخية المحببة، كما ظهرت أيضا بعض الخلايا العصبية المتهالكة التي تحتوى على نواه منكمشة قاتمة، وقد وجد الباحث أيضاً انخفاضا في وزن المخ في المجموعة المعرضة للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن التليفون المحمول، وأن متوسط الفرق فى الوزن عن المجموعة الضابطة كان ذا دلالة إحصائية. وانتهى الباحث إلى أن التعرض لموجات التليفون المحمول بالنسبة للفأر الأبيض تودي إلى شيخوخة مبكرة في القشرة المخية، ونقص في مضادات الأكسدة Anti-oxidants، وزيادة في الشقائق الحرة Free- radicals.
تأثير موجات المحمول على خصوبة الفئران :
قام د. مجراس، وزميله زينوس بتعريض خصيتي فأر لموجات المحمول (900 ميجاهيرتس MHZ المحولة إلى 8 هيرتس والتي تشبه موجات المحمول) في بحث خلص في نهايته إلى أن ذلك يؤدى إلى نقص في خصوبة ذكر الفأر في شكل ضمور في أنابيب الخصيتين Seminiferous tubules . كما أكد ذلك د. كيلارى وزميله بيهار (1998م) أن الموجات الصادرة عن المحمول تخفض أعداد الحيوانات المنوية في الفأر بنسبة ذات دلاله إحصائية.
تأثير موجات التليفون على إفراز هرمون الميلاتونين:
وقد خلص د. نيل عام (2002) إلى أن التعرض لموجات الميكروويف في أقل مستوى لها يقلل من إنتاج هرمون الميلاتونين المفيد للصحة .
وفى عام 1998 نشر د. ليل، ود. روز، ود. باربر أن التعرض لموجات الميكروويف بمستوى 60 هيرتس فقط يؤدى إلى انخفاض إفراز الميلاتونين بنسبة 46% .
فقد أظهرت دراسة علمية أجراها معهد كارولينسكا السويدي أن استخدام الهاتف المحمول لأكثر من عشر سنوات يزيد من خطر الإصابة بالأورام السرطانية بمعدل أربع مرات.
فقد وجد الباحثون بعد دراسة 750 شخصا أن خطر الإصابة بأورام العصب السمعي قد زاد بمعدل 3.9 مرة على جانب الرأس الذي يسند عليه الهاتف المحمول أثناء المكالمات الهاتفية ، بينما لم يسجل أى خطر على العصب السمعي على الجانب الآخر من الرأس.
ويعد ورم العصب السمعي نوعاً من الأورام الحميدة التي قد تحدث تلفا في المخ والأعصاب ، ويصيب هذا الورم واحد من بين كل مائة ألف شخص.
هذا وقد أكدت دراسة سويدية أيضا أن إشعاعات الهاتف المحمول ربما تؤذي الخلايا الحية لتسببها في زيادة قوى الضغط التي تطبقها كل خلية على الأخرى وأشار أحد الباحثين إلى أن هذه النتائج ربما تكون المفتاح لفهم ما يقال بأن الهواتف المحمولة يمكن أن تسبب السرطان ومشاكل صحية أخرى.
وتأكيداً لمخاطره الشديدة ، أشارت دراسة أخرى أن استخدام الرجال للهواتف المحمولة بصفة مستمرة يمكن أن ينقص لديهم الحيوانات المنوية بمقدار 30 في المئة مما يقلل فرصهم في الإنجاب. ويعتقد الباحثون أن الرجال الذين يحملون الهواتف في جراب معلق بأحزمتهم أو في جيوبهم معرضون بدرجة أكبر لهذا الاحتمال. وفى نفس الإطار ، أظهرت دراسة علمية أخرى أن الموجات الكهرومغناطيسية لأجهزة الهاتف المحمول ومحطات وأبراج التقوية الخاصة بها ، قد تسبب خللا وظيفيا في المخ.
ويقود هذا الخلل إلى حدوث اضطرابات في النوم وقلق وتوتر وفقدان الشهية وبالتالي انخفاض الوزن. وتؤكد الدراسة دور هذه الموجات في إحداث خلل وظيفي في المخ ، مما يتطلب المراجعة الشاملة لمحطات وأبراج التقوية لهذه الهواتف والموضوعة فوق اسطح المنازل خصوصا في بلد مزدحم كمصر. وعلى جانب آخر ، أعلنت دراسة مثيرة للجدل أجرتها جمعيات الآباء والمعلمين البريطانية أن الإشعاعات التي تصدر عن المحمول تساعد في تنشيط ذهن الأطفال وتساعدهم على التفكير والنبوغ.
فقد وجد الباحثون أن هذه الإشعاعات ساعدت الأطفال على التفكير بصورة أوضح وأصفى دون أن يؤذي أدمغتهم الصغيرة أو يعرضهم لمخاطر صحية.
ويرجع ذلك إلى أن الحرارة التي تولدها الإشعاعات تحسّن النقل العصبي والسيالات الكهربية بين الطرق العصبية المختلفة ، مما يؤدى إلى تنشيط قدرات التفكير عند الإنسان.
ولكن تبقى الدراسات التي تحذر من مخاطر المحمول أخطر وأكثر واقعية، وكان آخرها ما أعلنه طبيب ياباني أن المحمول ربما يكون مسئولا عن زيادة ملحوظة في الطفح الجلدي، وفي الحساسية تجاه الغبار. وأوضح أن طاقة الموجات الصادرة عن المحمول تزيد من ردود الفعل التحسسية لدى الأشخاص المصابين بالحساسية.
ودرس الدكتور هجيم كيماتا في مستشفى يونيتيكا في مدينة كيوتو اليابانية، تأثير موجات المحمول على حالات 52 شخصا يعانون من مختلف أنواع الحساسية، وأكد أن الموجات "تهيّج المواد المسببة للحساسية في مجرى الدم في أجسامهم، الأمر الذي يقود إلى ظهور ردود فعل تحسسية. وأضاف كيماتا أن "اختبارات الدم أشارت إلى دور ملموس لموجات الهاتف الجوال في زيادة مستويات مواد كيميائية معينة في الدورة الدموية، أدت بدورها إلى حدوث تفاعلات تحسسية حفزت على ظهور الأكزيما وحمى القش والربو".
التأثيرات البيولوجية لموجات التليفون المحمول على الخلية الحية :
تختلف حدة التأثيرات البيولوجية والصحية للمجالات الكهربية والمغناطيسية و الكهرومغناطيسية بحسب معدلات تردد الإشعاعات وشدتها وزمن التعرض لها ومدى الحساسية البيولوجية للتأثير الإشعاعي في الفرد أو العضو أو النسيج أو الخلية الحية، وتزداد حدة التأثير الإشعاعي مع زيادة مستوى الجرعة الإشعاعية الممتصة داخل أعضاء الجسم المختلفة ومع تصاعد الجرعات التراكمية وبفعل التأثير المؤازر لبعض المؤثرات البيئية، ومن ثم وضعت الضوابط التي تكفل منع أي تعرض إشعاعي يترتب علىه أضرارا قطعية بأنسجة الجسم وخلايا الجسم الحي، وقصر التعرض على المستوى الآمن الذي يمثل أدنى مستوى يمكن الوصول إلىه لتحقيق الهدف من هذا التعرض مهنيا كان أو تقنيا أو خدميا أو طبيا، إلا أنه يجدر الأخذ في الاعتبار أن المستويات المتفق علىها دوليا للتعرض الآمن للإشعاعات لاتضمن عدم استحداث الأضرار الاحتمالية جسدية كانت أم وراثية، والتي قد تنشأ بعد فترات زمنية طويلة نسبيا سواء في الأفراد الذين تعرضوا لهذه المستويات أو في أجيالهم المتعاقبة.
فى أحد التقارير الهامة نص على أن الأدلة العلمية حتى الآن لا ترجح حدوث سرطان المخ جراء استخدام التليفون المحمول أو التعرض لموجاته. وأن هذه الموجات لها تأثيرات بيولوجية بجانب تأثيرها الحرارى فى شكل فقدان مؤقت للذاكرة (بعض المعلومات) والأرق والصداع. كما أن هذه التأثيرات البيولوجية تعتمد على قدر الطاقة التى امتصتها أنسجة الجسم وعلى تردد الموجة (1-10000 ميجاهيرتس) فى موجات التليفون المحمول، كما أن فترة التعرض لهذه الموجات لها أهمية فى التأثيرات البيولوجية.
الاحتياطات الصحية لاستخدام التليفون المحمول :
1- تجنب حمل الجهاز ملاصقاً للجسم ولاسيما بالقرب من القلب، حيث يعد هذا العضو حساس لموجات المحمول، وإنما ينبغي حمل الجهاز في حقيبة يد بعيداً عن الجسم (بما لا يقل عن 50 سم).
2- قلل من مدة المكالمة إلى أقصر وقت ممكن (كما خلصت إلى ذلك تقارير منظمة الصحة العالمية 1999م) حيث أن هذا الجهاز لا ينبغي استعماله في الدردشة أو المكالمات الطويلة، ولا ينبغي أن تزيد المكالمة عن دقيقه واحدة على الأكثر وألا تزيد عدد المكالمات فى اليوم الواحد عن 3 مكالمات، وأن يغلق الجهاز عندما لا يراد استقبال أو إرسال مكالمات (مثلا عند النوم) .
3- اجعل بين هوائى الجهاز والأذن مسافة لا تقل عن 2 سم أثناء الاستعمال فهذا (طبقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية) يقلل من كثافة وشدة التعرض للموجات الكهرومغناطيسية بمقدار السدس، وعلى بعد 20 سم بمقدار 1/64.
4- استخدم السماعة الخاصة بالجهاز بصفة دائمة فإن هذا يقلل إلى حد كبير من مخاطر التعرض لهذه الموجات (من بحث منشور للدكتور هيز وزملاؤه 1997م).
5- على مرضى القلب، وارتفاع ضغط الدم، والصرع، وضعف المناعة، والمرضى النفسيين الذين يتلقون علاجا كيميائياً Psychoactive Drugs تجنب استعمال التليفون المحمول نهائياً نظراً لتداخل الموجات الكهرومغناطيسية مع العلاج (من بحث منشور للدكتور يوبيسير 1999 .
6- يحظر على الأطفال ممن هم دون سن البلوغ الاستعمال المفتوح للتليفون المحمول (تقارير منظمة الصحة العالمية 1999م) نظراً لأن الأطفال أكثر استعداداً للمخاطر الصحية للموجات الكهرومغناطيسية في مراحل النمو المختلفة، كما ينطبق ذلك على كبار السن .
7- يحظر على السيدات الحوامل المكالمات المتكررة والطويلة أو وضع الجهاز بالقرب من الرحم نظراً لتأثير الموجات الكهرومغناطيسية على خلايا الأجنة في مراحل الانقسام والتطور المختلفة ولاسيما في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل .
8- عندما تكون في مستشفى أغلق التليفون المحمول لأن الموجات الصادرة عنه تؤثر على الأجهزة الطبية مثل أجهزة السمع، أجهزة تنظيم ضربات القلب (ينبغي أن يبعد جهاز المحمول عن أجهزة القلب مسافة لا تقل عن 20 سم) .
9- استخدم السماعة أثناء القيادة إذا تحتم استعمال التليفون المحمول حتى لا يعوق استخدامك لأحد اليدين قيادة السيارة .
10- أغلق التليفون المحمول عند ركوب الطائرة وطوال وجودك فيها لأن بعض أجهزة الطائرة تتأثر بموجات التليفون المحمول وكذلك أثناء وجودك في محطات التزويد بالوقود.
11- أثناء رنين التليفون لا تقربه من أذنك لأنه يؤثر بشدة على السمع، وإنما قربه فقط من أذنك أثناء المكالمات .
12- لا تلق البطارية المستهلكة من التليفون المحمول في صندوق القمامة، وإنما سلمها للبائع الذي يتولى بدوره جمعها وتسليمها لشركة الإنتاج حيث يتم التخلص منها بعيداً عن التجمعات السكنية لأنها ملوثة للبيئة بعنصر الزئبق الذى يمكن أن يمتص من خلال خلايا الجلد.
13- هندسيا هناك إمكانية لاستخدام الأقمار الصناعية في إرسال موجات المحمول بدلاً من استخدام محطات التقوية، وذلك بهدف تقليل كثافة هذه الموجات وبالتالى التقليل من مخاطرها الصحية .
14- حظر اقتراب الجمهور Uncontrolled exposure لمسافة تقل عن 6 أمتار من الهوائي فوق أسطح العمارات (أعلى معدل أمان) مع وضع حواجز وعلامات فوق الأسطح لمنع وصول السكان من المنطقة الممنوعة حول المحطة، كما يحظر على العمال في هذا المجال الاقتراب Controlled exposure لمسافة أقل من ثلاثة أمتار من الهوائي فوق أسطح العمارات، مع التأكيد على تحديد هذه الأماكن حتى يتجنبها العاملون مع ارتداء الفنيين العاملين سترات واقية من الإشعاع .
الحد الأقصى للتعرض للموجات اللاسلكية:
هنالك عدد كبير من المعايير والقوانين العالمية بشأن التعرض للموجات اللاسلكية . وبشكل عام , جميع هذه المعايير متشابهة وترتكز على توصيات منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للحماية من الإشعاع . إن الحد الأعلى للتعرض للموجات اللاسلكية المسموح به يضمن درجة سلامة عالية ويمنع من حدوث أي آثار سلبية على صحة الإنسان .
كمية التعرض للموجات اللاسلكية تقل كلما ارتفعت هوائيات محطة التقوية عن الأرض ولذلك يتم وضع الهوائيات على أبراج حديدية مرتفعة . فإذا كنت تقف على بعد متر عن الهوائي (وليس البرج) فإن تأثير الموجات اللاسلكية يكون قد تلاشى تماما.
لقد تم مراعاة وضع الهوائيات فوق الأبنية وعلى الأسطح والمناطق المرتفعة بما يضمن ابتعادها أكبر ما يمكن عن المواطنين ولهذا فإن مستويات التعرض للموجات اللاسلكية في الأبنية وعلى الأرض أقل بكثير من الحد الأعلى المتفق عليه دولياً .
الخاتمة:
اللاسلكية أو الكهرومغناطيسية تعد أحد أهم الاكتشافات العلمية في العصر الحديث فلا يكاد يخلو منزل من الأجهزة التي تعتمد في تشغيلها على تلك الموجات، فهي التي تنقل إلينا الأخبار والموسيقى والمعلومات والحوارات عبرالأثير ولملايين الأميال من جميع أنحاء العالم وعلى الرغم من أن هذه الموجات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إلا أنها استطاعت أن تغير من ملامح التاريخ والمجتمع الذي نعيش فيه فإذا نظرت حولك ستجد المئات بل الملايين من الأجهزة التي أسهمت وبشكل كبير في تطور البشرية.
الموجات اللاسلكية أو الكهرومغناطيسية تعد أحد أهم الاكتشافات العلمية في العصر الحديث فلا يكاد يخلو منزل من الأجهزة التي تعتمد في تشغيلها على تلك الموجات، فهي التي تنقل إلينا الأخبار والموسيقى والمعلومات والحوارات عبرالأثير ولملايين الأميال من جميع أنحاء العالم وعلى الرغم من أن هذه الموجات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إلا أنها استطاعت أن تغير من ملامح التاريخ والمجتمع الذي نعيش فيه فإذا نظرت حولك ستجد المئات بل الملايين من الأجهزة التي أسهمت وبشكل كبير في تطور البشرية.