لكل لون خصائص تميزه ، وصفات تؤثر في العديد من عناصر الطبيعة وفي المقام
الأول في نفسية الإنسان ومزاجه . وللألوان جذور تاريخية ورمزية وحتى سحرية
يختلف أحدها عن الأخر وفقاً لحضارة كل بلد وثقافته وعاداته والتقاليد .
فعلى سبيل المثال ، تُعد القطط السوداء فأل خير ي معظم الدول الأوربية ، بينما
توحي في الولايات المتحدة الأميركية بالحظ السيئ وسوء الطالع ، وفي بعض
الدول الأسيوية يمثل اللون الأحمر الخصوبة ، وهو لون فساتين العرس في الهند .
أما في أوروبا فالأخضر هو الذي يجسد لون الخصوبة والوفرة ، وكان الأمر كذلك
لدى المصريين القدماء .
اقتراحات Feng Shui وفي هذا السياق بالذات ، تقدم فلسفة الفنغ شوي
ومعلومات حول الألوان وآثارها على مزاج الإنسان وطباعه وحياته بكامل جوانبها
بشكل عام.
اللون الأزرق الهادئ:
الأزرق : هو لون التناغم والسلام والتفاني والإخلاص . تدرجاته متنوعة وعديدة ،
منها ما يرتبط بغرابة الطراز ومنها بالملكية والثراء ومنها بالبساطة الفائقة . إلا
أنه لون هادئ إجمالاً وتضفي تدرجاتها الباهتة والفاتحة سعة إلى مساحة المنزل
وبعداً وآفاقاً رحبة إلى التفكير .
لا يتمتع الأزرق بجلاء انعاكسي كبير ( مقدار نسبي لإشراق اللون ) . ، لذا فهو
يبدد أشعة الشمس ، ويخفف من وهجها في أي غرفة ، فيترك لمسة منعشة تبعث
الهدوء في النفوس وصفاء في الفكر ، غير أنه قد يبعث البرودة والفتور في الجو .
يحبذ استعمال الألوان الزرقاء الفاتحة في الغرف الصغيرة ، على أن تضاف إليها
ألوان دافئة كالأصفر أو الأحمر أو البرتقالي لا سيما في الغرف الباردة المواجهة
للشمال.
الجلاء الرمادي للأزرق باهت في معظم الأوقات ويتطلب معه ألواناً متباينة تظهر
الفرق بينه وبينها كالأبيض ولون (( الكريم (( السكري .
أما اللون الأزرق المائل إلى الخضرة فهو لون محفز جداً يبعث على النشاط
والحيوية ، ويوحي بالغرابة في الوقت عينه . وهو يرتبط بأحجار كريمة نادرة
كالفيروز ، واللازورد .
تشجع الفنغ شوي على استعمال اللون الأزرق في تصاميم المنزل أو الغرفة للحد
من التوتر والقلق وارتفاع ضغط الدم والتخلص من التشنج والأرق.
البنفسجي والأرجواني الملكيان :
يرمز هذان اللونان إلى الملكية ( أرجواني ملكي ) ، ورفاه العيش ، كما يرمزان
إلى الحساسية ، حسن الذوق ، الفنون ، الموسيقى والفلسفة .
الأرجواني لون جليل يرتبط بالنضوج وتقدم السن وهو لون فيكتوري ، يرمز أيضاً
إلى الحداد ، قد تكون تدرجات الأرجواني قوية جداً لا سيما الأرجواني الضارب إلى
الحمرة ، لذا ، ينصح بانتقائها بعناية ومزجها مع ألوان هادئة ، أما الجلاء الفاتح
فهما مناسبان جداً لألوان الحمام إذ Lilac والليلكي Mauve منه كالخبازي
يضفيان عليه جواً هادئاً ومريحاً.
الأحمر الحار العاشق :
هو من أكثر الألوان حرارة ودفئاً ، فهو مرتبط بالحيوية والنشاط والمغامرة .
ويرمز كذلك إلى الخطر ، ولهذه الغاية يستخدم في أضواء سيارات الإسعاف
وإشارات المرور ، ويحبذ استخدامه بشكل خاص في الغرف الباردة ، من جهة
أخرى ، يتميز الجلاء القوي للأحمر بآثار محفزة ومنبهة وبالتالي ينصح باستعماله
باعتدال وعدم الإكثار منه . فبالرغم من إضفائة جواً من الحميمة والراحة على أي
غرفة ، إلا أنه يبعث على الإحساس بالضيق أو صغر المساحة ورهاب الاحتجاز
على الذات .
والأحمر يزيد القابلية على الطعام ويفتح الشهية ، فمن منا لا يسيل لعابة عند رؤية
حبات الفراولة أو الكرز الحمراء تدعوه إلى التهامها ؟.
إشارة إلى أن العديد من المطاعم تعتمد اللون الأحمر في تصاميمها كي يقبل الزبائن
على الأكل والتلذذ به . فاختيار الأحمر لغرف الطعام دلالة إلى رحابة صدر رب
المنزل وكرمه وحسن ضيافته ، شرط ألا يكون هذا اللون طاغياً بثقل على الغرفة .
ويفضل مزجه مع الأبيض كي يصبح أكثر هدوءاً وأقل حدة . لقد درجت العادة على
ربط اللون الزهري ( وهو إحدى درجات الأحمر ) بالحب والرومانسية ، غير أن
هذه العادة تبطل شيئاً فشيئاً إذ أصبحت الألوان أكثر غموضاً وإتقاناً واختلاطاً مما
يضفي سحراً وروعة على كل شيء تُطلى به.
البرتقالي المتعدد الرموز :
يجمع البرتقالي بين الطاقة الجسدية للون الأحمر والطاقة الفكرية للأصفر . في
المينولوجيا والأساطير الإغريقية اقترن هذا اللون بزوس كبير الآلهة عند
اليونانيين القدامى .
في آسيا الشرقية ، يرتدي الرهبان البوذيون لون الزعفران ( الأصفر البرتقالي )
ليرمزوا إلى تواضعهم وخشوعهم . أما في اليابان فيرمز البرتقالي إلى الحب
والسعادة .
يمكن استخدام اللون البرتقالي في تصميم المنزل على غرار اللون الأحمر ، فهو
يخلق جواً حيوياً إذا استعمل في أقوى تدرجاته أو عندما يستعمل مع ألوان
متناقضة كالأسود والأبيض أو مكمله اللون الأزرق .
ينصح باستعمال هذا المزيج من الألوان في غرف نوم الأطفال ، وفي المداخل
لاستقبال الضيوف بحفاوة ، علماً أن ممارسي الفنغ شوي لا ينصحون بخلط هذه
الألوان معاً .
في المقابل تمنح الألوان البرتقالية الفاتحة كا