مملكة العلوم
ظاهرة السراب Ouuu11
مملكة العلوم
ظاهرة السراب Ouuu11
مملكة العلوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل الدخول
منتدى تربوي تعليمي شامل خاص للمعلم ماجد تيم من مدرسة حسان بن ثابت للبنين / لواء ماركا/ 0787700922 الأردن عمان - جبل النصر
ظاهرة السراب Support

 

 ظاهرة السراب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماجد تيم
أبو عبد الرحمن
ماجد تيم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 775
السٌّمعَة : 39
تاريخ التسجيل : 28/07/2009

ظاهرة السراب Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة السراب   ظاهرة السراب Emptyالخميس يوليو 14, 2011 11:54 pm









ظاهرة السراب بين العلم
وحقائق الكتاب







بقلم: حسن يوسف شهاب الدين






قال الله سبحانه وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ
عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب
{39} . [ سورة النور].



السراب عند
المفسرين الأوائل




هذا مثل ضربه اللّه تعالى
للكفار الذين يحسبون أنهم على شيء من الأعمال والاعتقادات. فمثلهم في ذلك كالسراب.


والسراب: ما يرى نصف
النهار في اشتداد الحر، كالماء في المفاوز يلتصق بالأرض. والآل الذي يكون ضحاً
كالماء إلا أنه يرتفع عن الأرض حتى يصير كأنه بين الأرض والسماء. وسمي السراب سراباً
لأنه يسرب سروباً, أي يجري كالماء
{1}, ولانسرابه في مرأى
العين.
{2}.
ويقال: سرب الفحل أي مضى وسار في الأرض. ولا يكون السراب إلا في الأرض القيعة
والحر فيغتر به العطشان.


قال الشاعر:

فلما كففنا الحرب كانت
عهودهم
*** لمع سراب بالفلا
متألق


وقال ذو الرمة يصف السَّرابَ:

يَجْرِي،
فَيَرْقُد أَحْياناً، ويَطْرُدُه
*** نَكْباءُ ظَمْأَى، من القَيْظِيَّةِ الهُوج



والقيعة جمع
القاع, مثل جيرة وجار, والقاع ما انبسط من الأرض واتسع ولم يكن فيه نبت، وفيه يكون
السراب. وأصل القاع الموضع المنخفض الذي يستقر فيه الماء، وجمعه قيعان. وقال
الجوهري: القاع المستوي من الأرض.


وقال الشاعر عدنان مردم

والناسُ
أحلامُ السرابِ بقيعةٍ

*** تطوى كرجعِ صدىً يرنُّ
بوادِ
{3}.



وفي معنى: ﴿ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ﴾,


فعل (حسب): يدل
على أن الشيء الذي تحسبه موجود, هو في الحقيقة ليس كذلك, فهو غير موجود حقيقة.
وبالتالي فهو
مناقض لما ترى.

والظمآن:
أي العطشان. وقال الزجاج: هو أَشدُّه. والظَّمْآن: العَطْشانُ. وقد ظمِئَ فلان
يَظْمَأُ ظَمَأً إِذا اشتدَّ عَطَشُه. وهو ظَمِئٌ وظَمْآنُ, والأُنثى ظَمْأَى وقوم
ظِماءٌ أَي عِطاشٌ.


ورجل مِظْماءٌ مِعطاشٌ،
وظَمِئَ إِلى لِقائه: اشْتاقَ.
{4}.

قال الكميت:

إِلَيْكُم
ذَوي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ
*** نَوازِعُ، من
قَلْبِي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ


استعار الظِّماء
للنَّوازِعِ، وأَظْمَأْتُه: أَعْطَشْتُه.


فيكون المعنى: إذا رأى السراب
من هو محتاجٌ إلى الماء, سيقصده ليشرب منه, لأنه على حد علمه ماء يشرب, فلما انتهى
إليه {لم يجده شيئاً}، فكذلك الكفار, يعولون على ثواب أعمالهم, فإذا حاسبهم اللّه
سبحانه وتعالى يوم القيامة عليها لم يجدوا منها شيئاً، كما قال الله تعالى:


﴿ وَقَدِمْنَا
إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا
{23}.[الفرقان]. كما لم يجد
صاحب السراب إلا أرضاً لا ماء فيها.
{6,5}.

وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الحديث الطويل:
﴿ أنه يقال يوم القيامة لليهود ما كنتم
تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عزير ابن اللّه، فيقال كذبتم ما اتخذ اللّه من ولد ماذا
تبغون؟ فيقولون: يا رب عطشنا فاسقنا، فيقال: ألا ترون؟ فتتمثل لهم النار كأنها
سراب يحطم بعضها بعضاً فينطلقون فيتهافتون فيها
.{7}.



ومنه فالسراب كما فهمه
السلف الصالح وعلماء اللغة العربية أنه فيما لا حقيقة له.


وكان يضرب به المثل ليدل
على الكذب فيقال:


السَّرَاب أكْذَبُ مِنْ يَلْمَع.{8}.


وقال الشاعر:


وإنك والتماس الأجر بعدي *** كباغي الماء يتبع السرابا. {9}.


فالسراب في الحقيقة خدعة بصرية يحسبه الرائي ماء لا وجود له.





السبق العلمي لدراسة ظاهرة السراب:


كان
السبق في دراسة هذه الظاهرة إلى علمائنا المسلمين الكبار وعلى رأسهم صاحب كتاب
المناظر في البصريات العالم المسلم الحسن ابن الهيثم البصري الذي كان رائداً في
هذا المجال وكان أول من أعطى تفسيراً لهذه الظاهرة بشكل علمي وفيزيائي.





تفسير السراب من الناحية العلميـة



يعتبر انتشار الضوء على هيئة خطوط مستقيمة
ومتوحدة الخواص إحدى المسلمات الأساسية

في علم البصريات،
حيث ينتشر الضوء
بالوسط الشفاف والمتجانس وموحد الخواص
على هيئة خطوط مستقيمة طالما لم
يعترضه عائق و
يتميز
الوسط البصري بوجود معامل يطلق عليه معامل الانكسار الذي يقيس سرعة الضوء
بهذا الوسط، فكلما
زاد هذا المعامل كلما كانت سرعة انتشار الضوء بالوسط صغيرة.

ويتوقف معامل الانكسار للهواء على كثافته
وبالتالي على درجة حرارته، فكلما زادت

كثافة الهواء كلما انخفض معامل الانكسار
ويتكون السراب نتيجة لانكسار الضوء في الهواء. و هو يحدث عندما تكون طبقات الهواء
القريبة من سطح الأرض أقل كثافة من طبقات الهواء الأعلى. فعندما تسطع الشمس في
أيام الصيف في الصحراء أو على الطرق المرصوفة ترتفع درجة حرارة سطح الأرض و ترتفع درجة
حرارة طبقة الهواء الملامسة والقريبة من سطح الأرض فتتمدد و تقل كثافتها وكذلك
كثافتها الضوئية ومعامل انكسارها.

وبذلك يزداد معامل انكسار الهواء تدريجيا
كلما ارتفعنا إلى أعلى حيث يبرد الهواء.


تعريف ظاهرة السراب



هي خدعة بصرية (ضوئية) تحدث نتيجة
ظروف البيئة المحيطة من اشتداد درجة الحرارة والأرض المستوية واختلاف في معامل
الانكسار مما يجعلها في حالة توهج شديد حيث تبدو كالماء الذي يلتصق بالأرض ليعكس
صورا وهمية للأجسام وكأنها منعكسة عن سطح مرآة كبير, وترجع تسمية السراب عند العرب
إلى سرب الماء أي جرى وسار, أما التسمية الإنكليزية لهذه الظاهرة فتعود إلى كلمة
mirage وتعني المرآة
باللغة الفرنسية.


أنــــواع الســـــراب

(1) - السراب السفلي

1-
السراب الصحراوي :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يحدث هذا النوع في الصحراء نتيجة الحرارة الشديدة التي تنعكس عن رمالها مما
يجعلها في حالة توهج شديد ليأخذ شكل سطح مائي أمام عين الناظر (المسافر) فيعكس
صوراً عديدة وهمية تمثل انعكاساً للمسافة الممتدة أمامه, ويفسر ذلك بأن كثافة طبقة
الهواء الساخنة القريبة من الأرض تكون أقل من الطبقات الأعلى منها مما يجعل الضوء
المنعكس عن هذه المنطقة يصاب بدرجة من التقوس والانحناء تجعله يرتد عنها إلى أعلى
فيبدو لعين الناظر وكأنه سطح مرآة ينعكس عليه صفحة الماء الهادئ يمتد أمامه إلى
مالا نهاية بسبب شدة الحرارة بدليل أنه
كلما
اقترب منه ابتعد عنه.
{10}.

2-
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]السراب في المدن :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يحدث هذا النوع من السراب في المدن وخاصة على الطرق المبلطة والمعبدة
بالإسفلت التي تسخن بشدة تحت تأثير أشعة الشمس وبفضل لونها الأسود فيبدو سطح
الطريق من بعيد وكأنه مغطى ببركة من المياه ويعكس الأجسام البعيدة وبذلك يدرك
الناظر أن هذه الظاهرة خدعة بصرية لأنه كلما اقترب منها ابتعدت عنه ,
وتبقى المسافة ثابتة بين البركة الخادعة وعينه.

(2) – السراب الجانبي :

وهو انعكاس لأحد الجدران العمودية الساخنة
بتأثير الشمس, وقد أتى على وصفه أحد المؤلفين الفرنسيين حين لاحظ عند
اقترابه من سور القلعة أن الجدار المسطح للسور بدأ يلمع فجأة مثل المرآة وقد انعكس
فيه المنظر الطبيعي بما فيه الأرض والسماء وعند اقترابه عدة خطوات إلى الأمام لاحظ
نفس التغيير قد طرأ على الجدار الآخر للسور وبدا له وكأن السطح الرمادي غير
المنتظم قد تحول إلى سطح لماع وكان يوما شديد الحر أدى إلى تسخين الجار بشدة
واختلفت الكثافة بين طبقات الهواء وبالتالي اختلاف معاملات الانكسار وهذا السبب
الفيزيائي لرؤية الجدار يلمع.


والسبب الفيزيائي للسراب السفلي و الجانبي
: يكون الهواء بالحالات الثلاث السابقة أسخن بالقرب من الأرض ومعامل الانكسار
ضعيفاً
مما يجعل الضوء يسير بسرعة أكبر وتنحني أشعة الضوء إلى الأعلى لذا نرى
انعكاس
السماء أو جسم بعيد على الأرض كما لو كان هناك ماء وما يحدث في هذه الحالة
ليس مجرد انعكاس بل ما يسمى بلغة الفيزياء
(الانعكاس الكلي) ولكي
يحدث هذا الانعكاس يجب أن يكون الشعاع الداخل في طبقات الهواء مائلاً أكثر من
الميل الذي هو عليه وفيما عدا ذلك لا تتكون لديه
(الزاوية الحرجة) لسقوط
الشعاع التي لا يحدث بدونها انعكاس كلي ولكي يحدث هذا الانعكاس يجب أن تكون طبقات
الهواء الكثيفة أعلى من الطبقات التي تقل عنها كثافة, وتتحقق هذه الحالة
بوجود الهواء المتحرك حيث لا تتحقق بدونه، وعند الاقتراب من السراب تزداد قيمة
الزاوية المنحصرة بين
الأشعة والأرض فيقل انحناء الأشعة فيختفي الماء الخادع.
{11}.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](3) - السراب القطبي:

وهو ظاهرة مألوفة لسكان الشواطئ خاصة في
المناطق الباردة وفيه تبدو الأجسام

الموجودة على سطح الأرض و كأنها مقلوبة
ومعلقة في السماء.


وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون طبقات الهواء
السفلي باردة بينما
تهب في الطبقات العليا تيارات ساخنة، وبذلك تقل كثافة
طبقات الهواء بزيادة بعدها
عن سطح الأرض، وبالتالي تقل معاملات انكسار طبقات
الهواء المتتالية صعوداً.


لذلك إذا تتبعت شعاعاً ضوئياً صادراً من
مركب شراعي تجده ينكسر في طبقات الهواء

المتتالية بعداً عن العمود و متخذاً مساراً
منحنياً حتى تصبح زاوية سقوطه في إحدى

الطبقات أكبر من الزاوية الحرجة لهذه
الطبقة بالنسبة للطبقة التي تعلوها فينعكس

انعكاساً كلياً ليتخذ مساراً منحنياً في
الاتجاه المضاد ليصل إلى العين فيبدو المركب

معلق في الهواء وهو مقلوب.

تفسير حدوثه :

- عندما تكون طبقات الهواء السفلي باردة وطبقات الهواء
العليا دافئة، فإنه كلما ارتفعنا إلى أعلى تقل كثافة الهواء

وبالتالي تقل معاملات الانكسار لطبقات
الهواء المتتالية.


- الشعاع الصادر من
مركب شراعي ينتقل من طبقة معامل انكسارها
كبير إلى طبقة أخرى معامل انكسارها صغير

لذا ينكسر الشعاع مبتعداً عن العمود
المقام على الحد الفاصل.


- يستمر انكسار
الأشعة الضوئية بين طبقات الهواء
المتتالية مبتعدة عن العمود المقام حتى تصبح زاوية

السقوط في إحدى الطبقات أكبر من الزاوية
الحرجة لهذه الطبقة بالنسبة للطبقة التي

تليها فينعكس الشعاع انعكاساً كلياً
داخلياً متخذاً مساراً منحنياً إلى أسفل.


-
عندما يصل الشعاع إلى العين تُرى صورة المركب على امتداد الشعاع فتبدو
الصورة مقلوبة وكأنها معلقة في السماء.
{12}.

وجه الإعجاز العلمي:

عبر القرآن الكريم عن ظاهرة السراب تعبيراً
رائعاً ووصفاً علمياً دقيقاً يضاهي تعريف العلماء وأصحاب الاختصاص , كما جاء
وصفها أيضاً بكلام نبيه المصطفى عليه صلوات الله وسلامه بالحديث الشريف, وقبل شرح
أوجه الإعجاز دعونا نتذكر صفات السراب لنبين الإيجاز في تعبير آيات القرآن الكريم
والوصف العلمي الدقيق لها.


صفات ظاهرة السراب



1 - المكان المناسب لحدوثها.

2 - اشتداد الحرارة.

3 - السراب يشبه سطح الماء.

4 - وجود الهواء المتحرك.

5 - كلما اقتربنا منه ابتعد عنا, ( ثبات
المسافة بين عين الناظر والسراب).


قال الله تعالى في محكم تنزيله في سورة
النور:


﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ
كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ
لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ
سَرِيعُ الْحِسَاب
{39} . [ سورة النور].

أما في قوله سبحانه ﴿
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ
كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
﴾.
فهذا
يعني أن السراب لا يحدث إلا في الأرض القيعة والتي تعني الأرض المستوية أو ما انبسط
من الأرض ولا يتكون السراب إلا بوجود هذا المكان الخاص.



ولكن الكفار ليسوا فقط من أهل
الصحراء الذين ألفوا السراب وعرفوه, بل هم في كل مكان مأهول, فمنهم من يعيش في
المدن ذات الطرقات المرصوفة والأبنية الشاهقة, ومنهم من يعيش في المناطق الساحلية.


وهنا يكمن إعجاز القرآن الكريم في أن السراب يحدث في
كل الأماكن التي تكون فيها الأرض منبسطة ومستوية, وهذه المعلومات عن أنواع السراب
سابقة الذكر لم تكن معروفة في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأنها اقتصرت
على السراب الصحراوي.


وفي قوله عزّ من قائل ﴿ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ مَاء
﴾. أما الظمآن فهو ما اشتد عطشه و يصبح كذلك تحت ظروف
الجو الحار, وهذا يدل على الشرط الثاني.


والإعجاز المبهر والذي لا جدال فيه عند
أصحاب الاختصاص, تشبيه السراب بالماء وليس بالمرآة مثلما قال العلماء الغربيون
فشتان ما بين الانعكاس عن سطح الماء وسطح المرآة لان حادثة السراب لا تحدث إلا
بوجود الهواء المتحرك (تيارات الحمل) فتظهر طبقات الهواء متموجة مثل الماء, وهذا
هو الشرط الثالث والرابع.


والمعادلة الفيزيائية لظاهرة السراب تكمن
بقوله تعالى:
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا , نستنبط من هذه الكلمات الربانية أنه كلما اقتربنا من السراب ابتعد عنا
وبالتالي فإن المسافة بين عين الناظر والسراب ثابتة وهذا هو الشرط الخامس.



وجه الإعجاز البياني [13]:


التمثيـل البياني في آية السراب:


وهو تمثيل يصوِّر أعمال الذين
كفروا في بطلانها وعدم انتفاعهم بها، عند موقف هم في أشد الحاجة إلى هذه الأعمال،
بصورة السراب، الذي يحسبه الظمآن ماء، فيتعلق به قلبه، ويسعى إليه جاهداً يطلبه
بكل ما أوتي من قوة, وكلما اقترب منه رآه يبتعد عنه, ويستمر على هذا الحال إلى أن
تخور قواه, فبالرغم من هذا الجهد المتواصل, والمعاناة الشاقة, يصل إلى المكان الذي
كان يخيل له أنه ماء, فلا يجد شيئاً, لتغلي مراجل ظمئه, ويشتد يأسه وقنوطه, ويكون
هلاكه فيه.



﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ
كَسَرَاب بِقِيعَةٍ



هذه
جملة استئنافية، والموصول وصلته مبتدأ، خبره جملة
﴿ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَاب من المشبه والمشبه به.


فالحالة
المشبهة هي:
﴿ أَعْمَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا، وهي مركَّبة من حالة محسوسة وأخرى معقولة، والحالة المشبه بها،
وهي:
﴿ سَرَابٌ
بِقِيعَةٍ
، وهي
حالة محسوسة, داخلة تحت إدراك الحواس.



(والذين
كفروا
): يبتدئ الكلام بصفة الناس التي تكون أعمالهم محبطة, كالسراب الذي
لا حقيقة فيه, فالكفر يبطل العمل, ويجعله فاسداً عديم النفع, فالأعمال ليست باطلة
في ذاتها, بل تكون فاسدة عندما يفعلها من كفر, فهي كذلك لأنها أعمال الذين كفروا
بالله سبحانه وضلوا عن السبيل, وهذا ما يشير إليه تعالى بقوله:
﴿
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
*وَالَّذِينَ
آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
*ذَلِكَ
بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا
الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ﴾
(محمد:1-3).


قال الله سبحانه وتعالى:﴿ أَضَلَّ
أَعْمَالَهُمْ ﴾
.
أي:
جعلها ضالة. أي: ضائعة محبطة بالكفر، لا ثواب لها، ولا
جزاء. ونظير ذلك قوله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
*ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
(محمد:8- 9). أي: لأجل ذلك أحبط الله تعالى أعمالهم، التي لو
كانوا عملوها مع الإيمان، لأثابهم عليها.



وقوله
تعالى:
﴿ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَاب ﴾


جاء
السراب
نكرة، وهذا يفيد أنه سراب ضئيل تافه، بخلاف ما لو جيء به معرَّفًا,
وهو كذلك لاقتران السراب بتعلق نفس الظمآن بالأمل، ولو كان ضعيفًا تافهًا.



كـسـراب


لماذا
استعمل حرف الكاف دون غيره من أدوات التشبيه؟



استعمال
الكاف, يجعل الأعمال في حقيقتها وصورتها مهما كانت جيدة دون مرتبة السراب في
حقيقته وصورته, ويدل ذلك على الاستخفاف بأصحابها, ومن الأمثلة المشابهة في القرآن
الكريم تشبيه أعمال الذين كفروا بالرماد, في قوله عزَّ زجَلّ:
﴿
مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ
الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ
ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ ﴾
(إبراهيم 18).


وصورة
السراب تشترك في الموضع مع صورة الرماد بالشكل، من حيث المشبه (أعمال الذين
كفروا), واقتران حرف الكاف بالمشبه به ( كسراب), ( كرماد).



ولكن يظهر
بين الصورتين اختلافاً دقيقاً واضحاً ومهماً في المضمون, والمغزى ولب الغرض. وبيان ذلك:



أن عناصر
صورة السراب هي: الظمآن، والسراب. وهاتين الكلمتين لهما دلاله قوية على تصوير
اللهفة, بل إن لفظ السراب يكاد يكون رمزاً حياً معبراً عن خيبة الأمل.



أما استعمال
كلمة الظمآن في سياق الكلام دون الـرائي, فهذا من البلاغة, لأنها تعبر عن الموقف,
وتكسب الصورة بعداً وعمقاً في تكوينها في عقل القارئ والمتدبر, ويجعلها أقدر على
التعبير والإيحاء, فلفظ الظمآن ينطوي عليه
معنى المبالغة, لشدة حرصه على الماء من الرائي، وتعلق قلبه به أكثر, ولما توحي هذه
الكلمة من معنى اللهفة والتحرُّق وشدة الحاجة، وما يتبعها من خيبة الأمل بعد شدة التعب
والإعياء.



فصورة
السراب تهتم بتصوير اللهفة, والحاجة الماسَّة إلى الانتفاع بالأعمال التي عملها
الذين كفروا, ثم تعبِّر عن المفاجأة بخيبة الأمل, وأن المنظور وهماً لا وجود له.



أما عناصر
صورة الرماد فهي: الرماد، والريح، واليوم العاصف, وهي كلمات تعبِّر عن الضياع الذي
يتبعه الهلاك, فهي تؤكد هذا المعنى, والرماد إنما ينطوي على معنى الاحتراق والخفة
وقلة الشأن.



فصورة الرماد
إنما تهتم ببيان عدم النفع بالأعمال، التي تتبعثر وتتبدد ليكون مآلها الضياع، دون
التركز على معنى اللهفة والتعلق، الذي ركزت عليه صورة السراب.



﴿ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء


تشير
هذه الكلمات الربانية إلى أمر جليل يستوجب الوقوف عنده لما يحمل من معنىً عظيم يدل
على دور الحالة النفسية وأثرها على أعضاء الحواس.



عندما
يرى الظمآن السراب, تُخدع النفس قبل البصر, لأن لهفته, وحرارة شوقه إلى الماء, الذي
من شأنه إشباع حاجته وضمان ما بقي له من حياته, تطغى على نفسه التي تحسب السراب
ماءاً, فيكون أولاً قد أضمر أن السراب ماء, فرآه كذلك بحاسة البصر التي أكدت لها
النفس صدق ما تراه.



ومثال ذلك:
من يمشي في غابة يكللها سواد الليل ووحشته, خائفاً مذعوراً, فتتمثل له أغصان
الأشجار أشباحاً تحاول الانقضاض عليه, ويحسب صوتها وحشاً كاسراً متربصاً له يريد
الفتك به, وهذا مثل من خدعته نفسه, وأثرت على أعضاء جسمه.



وما هذه إلا
إشارة تعبر عن دور الحالة النفسية وتأثيرها على الأعضاء الجسمية.



استعمال الفعل ( يحسب ) دون الفعل ( يظن ).


نستدل
على دقة اللفظ القرآني في هذه الآية الكريمة من سر اختيار الله سبحانه وتعالى
للتعبير عن أعمال الذين كفروا كالسراب بفعل
﴿ يَحْسَبُهُ ﴾,
دون الفعل (
يظنُّه), لأن الفرق في المعنى بينهما دقيق جداً وكل
فعل منهما له معنى مختلف عن الآخر. وجيء به على صيغة المضارع, ليفيد معنى التجدُّد
والاستمرار.


فالفعل
(
حسب): حسب, يحسِب, حِسباناً من
الحِسبان بكسر الحاء. والحِسبانُ هو أن يحكم الحاسِبُ لأحد النقيضين من غير أن
يخطر الآخر بباله.


وهذا واضح في
قول الله تعالى: ﴿
وَتَحْسَبُهُمْ
أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ
وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ
لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا
{18}الكهف.

قال أهل التفسير في قوله
سبحانه وتعالى:
﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا :
كانت أعينهم مفتوحة وهم نائمون, فكذلك كان الرائي يحسبهم أيقاظا. وقيل: تحسبهم
أيقاظا لكثرة تقلبهم كالمستيقظ في مضجعه.{12}.



إذاً
تحسبهم أيقاظاً دون أن يخطر ببالك أنهم نائمون, فغلب على حسابك اليقظة, مع إهمال
احتمال رقودهم.


وفي نفس المعنى قال الله
تعالى:
﴿ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ
لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن


سَاقَيْهَا
قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ
نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
{44}
سورة النمل
(27).



فعندما رأت ملكة سبأ الصرح حسبته
ماء وهو ليس ماء, بل كان صرح ممرد من قوارير زجاجية, فغلب عليها الأول وأهملت
الثاني.


ومنه يأتي الفعل (حسب)
مناقض لما ترى.



فالسراب في الحقيقة خدعة
بصرية يحسبه الرائي ماء لا وجود له.


أما فعل ( يظنُّ ) فهو من
الظنِّ. والظنُّ هو أن يخطر النقيضان ببال الظانِّ، فيُغلِّب أحدهما على الآخر.
فالظَّنُّ: التَّرَدُّدُ
الراجِحُ بين طَرَفَي الاعْتِقَادِ غيرِ الجازِم.


فأصل
الظن وقاعدته الشك مع ميل إلى أحد معتقديه وقد يوقع موقع اليقين، كما في قول الله
تعالى:
﴿ الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون {46} .[
سورة البقرة]. لكنه لا يوقع فيما قد خرج إلى الحس فلا تقول العرب في رجل مرئي
حاضر: أظن هذا إنساناً.




قال أبو بكر الأنباري في الظن: حدثنا أحمد بن
يحيى النحوي أن العرب تجعل الظن علماً وشكاً وكذباً، وقال: إذا قامت براهين العلم
فكانت أكثر من براهين الشك فالظن يقين، وإذا اعتدلت براهين اليقين وبراهين الشك فالظن
شك، وإذا زادت براهين الشك على براهين اليقين فالظن كذب، قال الله عز وجل (وإن هم إلا يظنون) أراد إلا يكذبون.‏





قال النبي صلى الله عليه
وسلم:
﴿ لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن
بالله
. صحيح أخرجه مسلم.




وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا
تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
{12}. [الحجرات].





(يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا
تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا
الله إن الله تواب رحيم {12})
. [سورة الحجرات].



الظن
في الشريعة قسمان: محمود ومذموم، فالمحمود منه ما سلم معه دين الظان والمظنون به
عند بلوغه. والمذموم ضده، بدلالة قوله تعالى:
﴿ إن بعض الظن إثم ، وقوله
عزَّ وجل:
﴿ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون
والمؤمنات بأنفسهم خيراً
. [النور: 12].



قال
أبو داود:


رب هم
فرجته بغريم *** وعيوب كشفتها بظنون




قال
خزيمة بن مالك بن نهد:


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://w0w0w.yoo7.com
ماجد تيم
أبو عبد الرحمن
ماجد تيم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 775
السٌّمعَة : 39
تاريخ التسجيل : 28/07/2009

ظاهرة السراب Empty
مُساهمةموضوع: تكملة    ظاهرة السراب Emptyالخميس يوليو 14, 2011 11:58 pm



إذا
الجوزاء أردفت الثريا *** ظننت
بآل فاطمة الظنونا.
{13}.

و
يكمن الإعجاز البياني في استعمال الفعل (حسب) دون الفعل (ظن),
لأنه
يستعمل لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر ببال الحاكم.



وقوله
تعالى:
﴿ حَتَّى إِذَا
جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً



هذه
جملة
شرطيَّة مؤلفة من عبارتين:



الأولى
شرطية:﴿ حَتَّى إِذَا جَاءهُ ﴾.



في هذه
العبارة دخلت ﴿ حَتَّى ﴾ على﴿
إِذَا ﴾, وهذا يفيد نهاية الرحلة الشاقة, والمعاناة الطويلة التي بدأها الظمآن,
الذي أجهده ظمأه, وحفزته إليها نفسه, واستعملت ﴿ إِذَا ﴾ بعد ﴿ حَتَّى ﴾, لتفيد أن الشرط قد تحقق
في نهاية الرحلة.



والثانية
جوابية: ﴿ لَمْ يَجِدْهُ
شَيْئاً ﴾.



جاء في هذه
العبارة لفظ ﴿ شَيْئاً ﴾,
وهو مفعولاً به ثاني لقوله:﴿ لَمْ يَجِدْهُ ﴾, الذي يفيد معنى العدم المحض,
لأنه كان من الممكن أن يقال: ( لم يجده ماء),



والفائدة أن
الشرط ربط بين عدم محض بسعي دؤوب فيه اللهفة, وشوق النفس, لتكون النهاية خسران
مبين.



﴿ لَمْ
يَجِدْهُ شَيْئاً ﴾: يدل على أن المجيء قد
وقع على شيء لا وجود له.



﴿ حَتَّى إِذَا جَاءهُ ﴾: يدل على أن المجيء قد وقع على شيء موجود.

والسؤال هنا من أخبر النبي المصطفى عليه
صلوات الله وسلامه قبل 14 قرنا عن ظاهرة السراب وشروطها وتفسيرها العلمي
والفيزيائي.


ومن علمه أسرار اللغة العربية وفنونها,
وهو النبي الأمي.


إنه
بلا شك الله العليم التواب والذي نرجو برحمته لنا ولكم ولكافة المسلمين الأجر
والثواب.





هــذا والله أعلـــــم

ارجوا الدعـــــاء
لوالــــديَّ








المراجع



[b]
[/b]


القرآن الكريم

[13,12,3,1,6]. الجامع لأحكام
القرآن للإمام القرطبي.


2 - مفردات
ألفاظ القرآن الكريم
كتاب السين. سرب.

4 - لسان العرب لابن منظور.

5 - مختصر
تفسير ابن كثير. اختصار الصابوني, المجلد الثاني, تفسير سورة النور.


7 - صحيح
مسلم بشرح النووي، للإمام النووي كتاب. باب معرفة طريق الرؤية.


8 - مجمع الأمثال الجزء الثاني. - الباب الثاني والعشرون3193.


9 - الإصابة، لابن حجر الجزء الأول. [ص:15].

10 - الفيزياء المسلية


المواقع:
[b]11. مجلة الكنانة لتكنولوجيا المعلومات
[/b]
[b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/b].


12 - منتدى الفيزياء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . و[b]موقع اكتشف بنفسك.[/b]


13 – مقال بعنوان ( ) للأستاذ محمد اسماعيل
عتوك, منشور على موقع موسوعة الإعجاز العلمي.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://w0w0w.yoo7.com
 
ظاهرة السراب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ظاهرة السراب
» السراب البقيعة
» السراب القطبي
» السراب القطبي
» السراب القطبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة العلوم :: العلوم الطبيعية :: الفيزياء-
انتقل الى: