عيادات للصداع خاصة [عدل]
وقد يدهشك أن تسمع أن الصداع أصبح من الخطورة بحيث صارت له عيادات خاصة، كعيادات السل والسرطان وأشبأهمها من الأمراض المستعصية، ولكن ليس في هذا ما يدهش، ذلك أن الصداع ألم في الرأس، وقد يشتد وقد يطول، فيجعل من الحياة عذباً، وهو كثير الأسباب، مختلف الأسباب، هين الأسباب أحياناً، خطيرها أحياناً، وهو شائع، هيّنا ومخطرا، ولو أنك أنت بالذات قد تكون من المحظوظين الذين لم يصبهم ما أصاب غيرهم من المنكوبين.
لقد دل الإحصاء على أن في الأمة المتقدمة يبلغ عدد المصابين بأوجاع الرؤوس ما بين 10 إلى 15 في المائة من أهلها.
ومن أشهر عيادات الصداع عيادة كبرى في مستشفى منتفيوري Montefiori بنيويورك، وإليه يتجه المصابون آلافاً من كل أصقاع الدنيا، وبه من الأطباء صنوف شتى، فالباطني، والجرّاح، وأطباء النفساني، والنفساني غير الطبيب وهلم جرا.
وبه من المعامل الطبية كل ما هم في حاجة إليه وعندهم كل الأجهزة، ويأتيهم المريض فيبحثون عن تاريخه، وبيئته، وسابق أمراضه، وأسلوب عيشه، ثم يدخل إلى معامل الفحوص فيُحصَى كل شيء فيه، وتصوّر الأشعة السينية كل مّظنّة للمرض فيه، ودمه يُعَدّ، ورأسه، وأعصابه، وعيناه، وأذناه، وأنفه وجيوب أنفه، وكل شي يحتمل أن يكون مصدر الداء.
ثم يأتي دور الطبيب النفساني، ومن ثم دور الخبير الاجتماعي. وبالطبع لا يذهب إلى المستشفى إلا كلّ من أعجز الأطباء داؤه، وما أكثرهم.