+
----
-
يمكن تقسيم الصخور من حيث نفاذيتها الى صخور منفذة وصخور غير منفذة ونفاذية الصخور او التربة عبارة عن قياس لقدرتها على مرور المياه بين حبيباتها سواء كانت مسامية او غير مسامية فنجد على سبيل المثال ان الطين صخر مسامي ولكنه في نفس الوقت صخر غير منفذ بينما الرمل منفذ جيد للماء ويرجع هذا بالطبع الى ان حبيبات الطين صغيرة جدا وبالتالي تكون شديدة التقارب مع بعضها البعض والنتيجة الطبيعية لذلك مسام صغيرة للغاية تؤدي الى ان يمسك الماء في هذه المسام بواسطة الخاصة الشعرية وعادة ما تكون الصخور المنفذة مسامية والصخور العالية المسامية ليس شرطا ان تكون عالية النفاذية فصخر الخفاف البركاني Pumice صخر عالي المسامية بدرجة كبيرة ولكنه منخفض للغاية في درجة نفاذيته ويمكنه ان يطفو فوق الماء لعدة ايام ويرجع ذلك الى فراغاته الغير متصلة ببعضها ومن الصعب على الماء ان يتسرب اليها .
ومن العوامل الهامة التي تؤثر على نفاذية الصخور حجم الحبيبات والذي يؤثر بدوره على حجم مسامها ويعد الزلط والرمل والحجر الرملي من الصخور التي تتميز بانها مسامية ومنفذة حيث ان عدم احتوائها على جزيئات دقيقة تقلل من احتكاك الماء بها بقدر الامكان يعكس الحال مع التكوينات الدقيقة كالصلصال والطفل التي رغم انها عالية المسامية فانها تمثل بمسامها شديدة الضيق اسطحا ضخمة للاحتكاك مما يؤدي بها الى بطء حركة المياه بها وبالتالي فهي غير منفذة اذا لم توجد بها شقوق ومفاصل تسمح بمرور الماء خلالها ويطلق على تحرك الماء في ذه الحالة بالامرار ، وتستوي في ذلك مع الصخور غير المسامية مثل الكوارتزيت والدلوميت والجرانيت والبازلت وغيرها حيث ان وجود الشقوق في هذه الصخور غير المسامية يؤدي الى تحرك المياه بها ويطلق عليها حينئذ صخور ممررة Perious Rock لتمييزها عن الصخور المنفذة بالماء وهنا لا يتحرك خلال حبيباتها ولكنه يتحرك في انابيب طبيعية تمثلها الشقوق والمفاصل والصدوع وغيرها .
وعموما فان النفاذية التي تتميز بها بعض الصخور تعد من اكثر العوامل التي تؤثر في حركة المياه التحت ارضية والتي بدورها تتأثر باختلاف معدل النفاذية للصخور المختلفة ويمكن حساب هذا المعدل بطرح مجموع معدل التبخر ومعدل الانسياب من معدل التساقط من الامطار وان كان هناك خطأ في العملية الحسابية من الاحتمال حدوثه في تحديد معدلات التبخر والانسياب وسقوط المطر .
والمثال التالي يوضح هذا الكلام فاذا افترضنا ان معدل التساقط في الاقليم أ في اليوم 100 ملم في الكيلومتر مربع ومعدل التبخر 20 ملم فانه يطرح الاثنين وينتج معدل المياه الجارية والتي تمثل بدورها احتياطي المياه الجارية في الانهار و روافدها وفروعها في الكيلومتر مربع يضاف اليها مياه الينابيع والعيون والآبار فاذا ما ضرب هذا الرقم في مساحة الاقليم بالكيلومتر مربع فيكون الناتج كمية المياه التي يمكن الحصول عليها في الاقليم من المصادر التي ذكرناها ولا بد ان نستثني بالطبع جملة الاستهلاك الآدمي والحيواني لان معدله محدود للغاية بالنسبة للمعدلات الاخرى .
وباختصار يمكن تصني الصخور بالنسبة لعلاقتها بالمياه تحت الارضية الى : اولا صخور مسامية منفذة وهذه تعطى للمياه حرية التحرك وتعد بالتالي خزانا للمياه تحت الارضية وتتمثل احسن تمثيل في صخور الحجر الرملي . والنوع الثاني صخور مسامية غير منفذة مثل الحجر الطيني وحجر الجفاف والطباشير والصلصال وغيرها والنوع الثالث عبارة عن صخور غير مسامية وفي نفس الوقت ممررة مثل الصخور النارية التي يكثر بها الشقوق والمفاصل الصخرية والنوع الرابع يتمثل في صخور غير مسامية وغير ممررة مثل الحجر الجرانيتي الخالي من الشقوق والمفاصل .