أيها الأخوة المؤمنون, الآية الكريمة التي تقول:
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾
[سورة الأنبياء الآية: 30]
آيةٌ، لا تتسع المجلدات بتفسيرها، ولكن نأخذ اليوم جانباً يسيراً منها, الماء الذي جعله الله سبحانه وتعالى أساس الحياة، إن من العلماء من يقول: إن خصيصةً صغيرةً للماء، لو أنها فقدت, لانتهت الحياة من على سطح الأرض، ما هذه الخصيصة؟ .
إن الماء إذا بردَّته ينكمش، شأنه كشأن العناصر التي على وجه الأرض، ونقصد بالعناصر، الغازات، والسوائل، والمعادن، الأجسام الصُلبة، إن كل العناصر التي خلقها الله سبحانه وتعالى، تتمدد بالحرارة، وتنكمش بالبرودة، والماء منها، فإذا أردت أن تبرِّد الماء، وكان في درجة الغليان، وراقبت حجمه, بأجهزةٍ حساسة، فإنه ينكمش، إذا انخفضت الدرجة من مئة إلى ستين، إلى أربعين، إلى ثلاثين، إلى عشرين، إلى عشر، إلى خمس، فإذا وصل الماء إلى درجة (+4) عندئذٍ تنعكس الآية، يزداد حجمه ويتمدد, وهذا معاكس للقانون .
القانون المطَّرد الذي ينتظم كل العناصر على وجه الأرض فهو يتمدد، وهذا شيءٌ ترونه أنتم، ضعوا في الثلاجة سائلاً, وراقبوا حجمه، ترونه بعد التجمد يزداد حجمه، فإذا كان قارورةً محكمة السدّ، فإنها تنكسر، هذا شيءٌ معروفٌ لديكم، ولكن ما علاقة هذه الخصيصة بوجود الحياة على وجه الأرض؟ .