وجد في الكون
نظم لها قوانين لا تتبدل ولا تتغير منذ الازل ومن أول هذه القوانين قانون الجاذبية
الذى يعمل على تجميع شتات الاجزاء المادية المتقاربة في أبعاد دقيقه محددة، ولولا
قوة هذا القانون لسقطت الكائنات في هاوية الفضاء، ويتركز ثقل الارض في مركز تكورها
أى أن الارض تجذب الاجسام التى عليها نحوه، وقد اكتشف هذا القانون نيوتن العالم
الانجليزى الذى لاحظ يوما أن تفاحة سقطت من شجرتها على الارض فأخذ يفكر في سبب
سقوطها إلى أن وصل إلى قانون الجاذبية الذى يثبت أن كل جسم مادى يجذب غيره من
الاجسام المادية بقوة تزيد أو تنقص حسب الكتلة والمسافة بينهما، كما يدل على ذلك
علم الديناميكا، وهذا هو القانون الذى يربط الاجرام السماوية ويحفظ تماسكها
وانتظامها في مداراتها.
[71]
وقال تعالى في
سورة الفرقان آية - 61:(تبارك الذى جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا
منيرا).
تفسير علماء
الدين: تعالى الرحمن وتزايد فضله، أنشأ الكواكب في السماوات وجعل لها منازل تسير
فيها وجعل من الكواكب الشمس سراجا مضيئا وقمرا منيرا.
النظرة
العلمية: يرى سكان الارض نجوم السماء على هيئة مجموعات تكاد تحتفظ بصورها على مر
الاجيال، والبروج هى تلك المجموعات من الاجرام التى تمر أمامها الشمس أثنا دورانها
الظاهرى من حول الارض، فالبروج كأنها منازل الشمس في دورانها أثناء السنة.
وكل ثلاثة
منها تؤلف فصلا من فصول السنة، وعدد هذه البروج اثنى عشر وهى: الحمل والثور
والجوزاء والسرطان والاسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت،
وفي قوله تعالى في وصف الشمس أنها سراج اشارة إلى أنها مصدر الطاقة الحرارية نظرا
للتفاعلات الذرية في داخلها، والاشعاع الشمسى المنبعث من هذه الطاقة يسقط على
الكواكب والارض والاقمار وسائر اجرام السماء غير المضيئة، أما القمر فينير بضياء
الشمس المرتد على سطحه.
وقال تعالى في
سورة يس آية - 38:(والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).
[72]
تفسير علماء
الدين: إن الشمس تجرى ليلا ونهار لغاية محددة لها وإلى مستقر قدره الله لها زمانا
ومكانا وذلك تدبير الله الغالب بقدرته والمحيط علما بكل شئ.
النظرة
العلمية: يقرر علم الفلك بأن الشمس لها مجموعة من الكواكب والاقمار والمذنبات
تتبعها دائما وتخضع لقوة جاذبيتها وتجعلها تدور من حولها في مدارات متتابعة بيضاوية
الشكل، وجميع أفراد هذه المجموعة تنتقل مع الشمس خلال حركتها الذاتية، والخلاصة أن
المجموعة الشمسية تجرى في الفضاء بسرعة محدودة وفي اتجاه محدود، وتبلغ هذه السرعة
حوالى 700 كيلومتر في الثانية، وتتم دورتها حول المركز في مدى 200 مليون سنة ضوئية،
ولم يتوصل علماء الفلك إلى معرفة هذه الحركة واتجاهها إلا في أوائل القرن العشرين
فأين هذا من وقت نزول القرآن حيث لم يكن محمد النبى الامى ولا قومه يعرفون شيئا من
ذلك.
وقال تعالى في
سورة الرحمن آية 33 - 35:(يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار
السموات والارض فانقذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان، يرسل عليكما
شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران).