رأينا أن الميتوكندريا لا توجد إلا في البويضة … هذا يعني أن مصدر الميتوكندريا الأم فقط … وقد ورثت هذه الأم الميتوكندريا من أمها .. وهذه الأخيرة ورثتها عن أمها … وهذه عن أمها .. وهكذا حتى ينتهي المطاف بنا بأم البشر “حواء” ….
إذا فالمادة الوراثية التي توجد في الميتوكندريا تمثل لنا جين حواء الذي ينتقل من جيل إلى جيل عبر الإناث فقط … وينتقل إلى الرجل عن طريق أمه … فلو أردنا معرفة أم كل رجل لبحثنا في المادة الوراثية التي توجد في ميتوكندرياه .. أو بمعنى آخر “جين حواء” …
العديد من الكتاب الغربيين يحبذ أستخدام مصطلح “جين حواء” ….
هل يمكننا أن نثبت أن هناك حواء واحدة ؟ وكم عام يفصل بيننا وبين حواء … ؟؟؟
لقد أصابت بعض الكتاب والباحثين حمى تتبع سلالات حواء حتى ينتهي بحواء واحدة … وهذا ليس موضوعنا وإنما تطرقنا له لنسلط بعض الضوء على الميتوكندريا…
إذا كانت حواء لها جين .. فكذلك آدم له جين أيضا … إنه كروموسوم واي الذي ينتقل للرجل من أبيه .. وهذا الأخير ورثه من أبيه .. وهذا من أبيه .. وهكذا حتى ننتهي بآدم .. ومثل ما حدث لجين حواء من تقصي حدث أيضا وبصورا موازيه لجين آدم….
لنلاحظ هنا .. الأنثى تحتوي خلاياها على الميتوكندريا ورثتها من أمها … لكنها لا تحتوي على كروموسوم واي … بل ترث من أبيها كروموسوم إكس … وقد ورث الأب هذا الكروموسوم من أمه .. فلا يوجد جين خاص للرجل داخل خلايا المرأة
بينما نلاحظ خلايا الذكر تحتوي على ميتوكندريا ورثها عن أمه .. ويحتوي على كروموسوم واي الذي ورثه عن أبيه …
إذا فالذكر يتميز بأنه يحمل جين آدم وجين حواء … أو بمعنى آخر أن جسده لا يخلو من جين الأنثى … سنعود لهذه النقطة مستقبلا عندما نتحدث عن الأنثى التي بداخل الرجل … وكيف تأثر فيه ..
نعود لمعاركنا …
في الأعوام الأخيرة وجهت أصابع الإتهام للميتوكندريا … التي أتهمت بجرائم تصل إلى القتل ..
ماذا فعلت تلك الميتوكندريا …؟ ولو إن البعض يحبذ قول “ما الذي لم تفعله الميتوكندريا بعد” ..؟؟؟!!!
قيل أن الرجل هو الذي يحدد جنس المولود … ولكن للميتوكندريا كلمة أخيرة…
هل حقا أن باستطاعة الميتوكندريا قتل الذكر ؟ أو تحويل الذكر إلى أنثى ؟
خرافات أم حقائق