النفط الرملي (بالإنجليزية: Oil sands)، أو الرمال الزفتية أو النفط شديد الكثافة هو نوع من ترسبات البتومين. وهو مزيج طبيعي من الرمال أو الطين والمياه ونوع كثيف ولزج من النفط يعرف بالبتومين. وهو موجود في أماكن مختلفة من العالم إلا أنه موجود بكميات تجارية ضخمة في كندا وفنزويلا[1] .
يعّرَف النفط الرملي بالنفط غير المعتاد أو خام البتوميت للتفريق بينه وبين النفط الخام الطبيعي الذي يستخرج من الآبار. وأصبح يُعد في الفترة الأخيرة من احتياطي النفط العالمي بسبب ارتفاع أسعار النفط وتدني كلفة استخراجه بعد اكتشاف تقنيات جديدة لاستخراجه وتكريره مما جعله مربح تجارياً.
الاحتياطي
هناك العديد من دول العالم لديها مخزونات ضخمة من النفط الرملي مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والعديد من بلاد الشرق الأوسط. لكن المخزون الأكبر موجود في بلدين هما كندا وفنزويلا. ومخزونهما معاً يساوي كل مخزون العالم من النفط الخام. وفي عام 2007، ارتفع نسبة إنتاج كندا من النفط الرملي إلى 44% من مجموع الناتج النفطي الكلي وانخفضت نسبة إنتاج النفط الخام إلى 38%[2]. وبسبب هذا الارتفاع، أصبحت كندا المصدر الرئيسي للولايات المتحدة الأميركية متخطية بذلك المملكة العربية السعودية والمكسيك. والإنتاج الفنزويلي مرتفع أيضاً إلا أنه لا يوجد أي معلومات موثقة حوله[3].
ويمكن تقدير النفط الرملي بحوالي ثلثي المخزون النفطي العالمي. ويقدر احتياطي نفط أتاباسكا الكندي بحوالي 1700 مليار برميل أو 270×109 متر مكعب والنفط الفنزويلي الثقيل بحوالي 235 مليار برميل أي 37×109 متر مكعب[4]. وبينهما يصبح الاحتياطي 3.6 تريليون برميل ، بينما احتياط النفط الطبيعي الخام هو 1.75 تريليون برميل معظمه في الشرق الأوسط بالأخص في المملكة العربية السعودية.
[عدل]تاريخ النفط الرملي
استعمل النفط الرملي منذ أقدم العصور وخاصة في بلاد ما بين النهرين ومن قبل سكان كندا الأصليين. وفي القرن الثامن عشر ميلادي، كان يستخرج بكميات كبيرة في منطقة بوخلبرون بقاطعة الإلساز الفرنسية باستعمال طرق الفصل بواسطة البخار[5].
في القرن التاسع عشر، سمي رمل البيتون خطاءً بالرمل الزفتي إذ أن تكوين الزفت مختلف عن ترسبات البتومينية الذي هو أقرب للاسفلت بشكل أكبر [6].
[عدل]الإنتاج
رمال البتومين هي مصدر أساسي للنفط غير الاعتيادي، أي نفط الأبار الخام. يستخرج نفط الأبار في العادة عن طريق الحفر في الأرض إلى المستوى الذي يجعل تدفق النفط بنتيجة ضغط الغازات الطبيعية. وفي بعض الحالات، يستعمل الضغط الاصطناعي (اما بواسطة ضخ المياه أو الغاز) للتأكد من ثبات اندفاع النفط.
أما في حالة البيتومين، فإن استخراج نفطه يتم بطرق مختلفة. وكل الطرق المتبعة لاستخراج النفط البتوميني تتطلب كميات حرارية وضغط مياه عالية بالمقارنة مع النفط الارتوازي. وومن أهم الطرق لاستخراج النفط الرملي هي:
[عدل]بواسطة قشط السطح
ماكنة القشط الدلوي
أو مايعرف بالـ strip mining بحيث تقوم الأت ضخمة تدع ماكنات القشط الدلوي بقشط الطبقات العليا من الرمال وارسالها لاستخراج النفط
[عدل]استخراج موضعي
أو مايعرف بالـ In sit u والذي يعتمد على تخفيف لزوجة النفط البتوميني عن طريق ضخ بخار الماء ومخلوط كيماويات بضغط عالي في الرمال مما يجعل النفط يندفع إلى السطح بسهولة.
وتستهلك طريقة الاستخراج هذه طاقة عالية، كما تسبب في تلوث البيئة. وقد تأثرت في كندا مساحة 50 كيلومتر مربع من تبعات الاستخراج حيث أصبحت مستنقعا من الماء ومخلفات استخراج النفط من الرمل والكيماويات. في تلك المنطقة تقوم المدافع بإطلاق أعيرتها بين الحين والآخر وذلك لإبعاد الطيور عن تلك المنطقة الملوثة.
[عدل]النقل والتكرير
النفط الخام المستخرج من هذه الترسبات هو نفط ثقيل وذات لذوجة عالية ولا يمكن نقله بأنابيب النفط الاعتيادية ومكلف لتحويله إلى مشتقات نفطية تجارية مثل البنزين والمازوت. لذلك يتم تحويله في الموقع إلى نفط صناعي بوسطة معدات تطوير أو إلى مشتقات نفطية بواسطة المصافي.
[عدل]الطبيعة
مثل كل مشارع التنقيب، صناعة النفط الرملي تؤثر على الأرض عند استخراجه وعلى المياه في مرحلة فصله وعلى الجو بسبب غازات ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة من كل العمليات ومن عملية استخدام المنتاج المشتقة منه.
[عدل]الجو
النتائج التي تنشرها مؤسسة وودبفالو للبيئة [7]، تظهر تحسن في ملوثات الجو الخمسة وهي: احادي أوكسيد الكربون، ثاني نترات الاوكسيد، الأوزون، الجزيئات الصغيرة وثاني أوكسيد الكبريت[8].. ويلاحظ هنا أن ثاني أوكسيد الكربون لا يدخل في التحليل. والأدلة تشير إلى زيادة كمية ثاني أوكسيد الكبريت حول مدينة فورت ماكموراي بخاصة في أماكن توجد معدات تطوير البيتومين.
في عام 2007، وجهت حكومة ألبرتا أمر حماية بيئي إلى شركة صنكور للطاقة بسبب تخطي انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكبريت عن المستويات المسموح بها[9].
[عدل]الأرض
بشكل عام، يتطلب استخراج النفط الرملي القضاء على مساحات شاسعة من الاشجار وعلى البيئة البيولوجية المتواجدة على سطح الأرض من تربة وأحياء[10]. وبالإضافة، هناك قانون في ألبرتا يشترط اعادة استصلاح الأراضي في كل غقد استثمار[11]. وبناء عليه، فان الشركات المستثمرة تؤكد على اعادة تشجير المناطق المستخدمة على المدى البعيد. إلا أن الإحصآت تدل على أن 65كم مربع هي في مرحلة الاستصلاح من أصل 420كلم مربع من الأراضي المدمرة[12].
في أذار 2008، أصدرت حكومة ألبرتا أول شهادة استصلاح أراضي لشركة سنكرود كندا لاستصلاحها مساحة 104 هكتارات في منطقة تلة غايتواي شمال فورت ماكموراي[13].
[عدل]المياه
في حالة استخراج النفط في الموقع (انسيتو) فإن إنتاج وحدة من النفط الخام يحتاج بين 2 و 4 وحدات من المياه. وبالرغم من اعادة تدوير المياه، ينتهي معظم المياه في برك المستخرجات والتي هي بالعادة ملوثة. أما في طريقة التزريب الجاذبي بواسط البخار Steam Assisted Gravity Drainage فإن أكثر من 90 بالمئة يعاد تدويرها ونسبة استعمال المياه هي 0,2 وحدة لكل وحدة إنتاج نفطية[14]
نهر أتاباسكا هو المصدر الأساسي لمياه النفط الرملي في شمال ألبرتا. والكمية المسموح استعمالها في عملية إنتاج النفط هي 1,8 بالمئة من منسوبه بينما الاستعمال الفعلي فهو 0,4 بالمئة[15].
[عدل]التغيير في الطقس
يبث إنتاج النفط الرملي كمية غازات أكثر من نفط الأبار ممايؤثر على الانحباس الحراري. فان انتج برميل واحد من النفط الرملي يبعث 75 كلغ من غازات التسببة بالنحباس الحراري[16]. الا انبعاث هذه الغازات في البرتا انخفضت في الاعوام الماضية بمعدل 26% الا انها مرشحة للارتفاع بسبب زيادة الإنتاج[17]
[عدل]هموم بيئية
بسبب اخطاره على البيئة، يحاول المدافعين عن البيئة مثل "الغرين بيس" معارضة هذه الصناعة[18][19]. ومن اعتراضاتهم هي على تدمير الااراضي التي تؤثر على التشجير والغابات وعلى الغازات المنبعثة المضرة بالجو.