محمد مهدي الجواهري في ‘تنويمة الجياع’:ـ
نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي حَرَسَتْكِ آلِهة ُالطَّعامِ
نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَوْمُ المرءِ في الكُرَبِ الجِسَامِ
نامي إلى يَوْمِ النشورِ ويومَ يُؤْذََنُ بالقِيَامِ
نامي على نَغَمِ البَعُوضِ كأنَّهُ سَجْعُ الحَمَامِ
نامي على مَهْدِ الأذى وتوسَّدِي خَدَّ الرَّغَامِ
وﭐستفرِشِي صُمَّ الحَصَى وَتَلَحَّفي ظُلَلَ الغَمَامِ
نامي فقد أنهى " مُجِيعُ الشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي الفَجْرُ آذَنَ ﺑﭑنْصِرامِ
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ بما تَوَهَّج من ضِرَامِ
والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناً قد جُبِلْنَ على الظلامِ
نامي كعهدِكِ بالكَرَى وبلُطْفِهِ من عَهْدِ حَامِ
نامي وسيري في منامِكِ ما استطعتِ إلى الأمامِ
نامي على تلك العِظَاتِ الغُرِّ من ذاك الإمامِ
يُوصِيكِ أن لا تطعمي من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ
يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَ واللذائـذَ لِلئـامِ
وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ بالسجودِ وبالقيـامِ
نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ من الغطارفةِ العِظَامِ
نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـودُ فوقَـكِ ﺑﭑنتظامِ
نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ عنكِ أدرانَ السَّقَامِ
نامي فحِرْزُ المؤمنينَ يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ
نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ" على نَكَدٍ مُقَـامِ
نامي فنومُكِ خَيْرُ ما حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ
نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ فاسدٍ في أن تنامي
نامي وإلا فالصُّفوفُ تَؤُول منكِ إلى ﭐنقِسامِ
نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ إيقاظُها شرُّ الأثامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ
نامي على جَـوْرٍ كما حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ
أعطي القيادةَ للقضاءِ وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَامِ
واستسلمي للحادثاتِ المشفقاتِ على النِّيَـامِ
إنَّ التيقظَ، لو علمتِ، طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ
نامي جياعَ الشَّعْبِ لا تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي
نامي: إليـكِ تحيّتِي وعليكِ، نائمةً، سـلامي