كارل ادموند بوبر (20 يوليو 1902 في فيينا - 17 سبتمبر 1994 في لندن) فيلسوف إنكليزي نمساوي المولد يهودي الديانة "ولد يهوديا لكنه تحول إلى المسيحية" متخصص في فلسفة العلوم و عمل مدرسا في معهد لندن للاقتصاد. يعتبر بوبر أحد أهم واغزر المؤلفين في فلسفة العلم في القرن العشرين كما كتب بشكل موسع عن الفلسفة الإجتماعية والسياسية.
درس الرياضيات ، التاريخ ، علم النفس ، الفزياء ، الموسيقى ، الفلسفة وعلوم التربية. عام 1928 حصل على درجة الدكتوراة في مجال مناهج علم نفس الإدراك. 1930 تزوج ، وبدأ كتابة أول أعماله ، الذي نُشر في صورة مختصرة بعنوان "منطق البحث" 1934 وفي طبعة كاملة عام 1979 بعنوان " المشكلتان الرئيستان في النظرية المعرفية". 1937 هاجر إلى نيوزيلندا حيث قام بالتدريس في عدة جامعات هناك ، وألف كتاب "المجتمع المفتوح وأعدائه" 1945 ، والذي اكتسب من خلاله شهرة عالمية ككاتب سياسي. وأهم سمة تميز أعماله الفلسفية هي البحث عن معيار صادق للعقلانية العلمية. 1949 ـ 1969 عمل أستاذاً للمنطق والمناهج العلمية بجامعة لندن. حصل في عام 1965 على لقب "سير".ولد كارل بوبر لأسرة نمساوية خليقة بأن تنجب فيلسوفاً , الأب حاصل على درجة الدكتوراة وكذا أخواه , وكان أستاذاً للقانون في جامعة فينا ومحامياً , ويبدو أنه كان مثقفاً ثقافة رصينة , حتى إننا لا نجد - كما يخبر كارل بوبر نفسه - حجرة واحدة في منزله غير مكتظة بالمراجع الكبرى وأمهات الكتب الفلسفية وآيات التراث الإنساني باستثناء حجرة المعيشة كانت بدورها مكتظة بمكتبة موسيقية تحوي أعمال باخ وهايدن وموتسارت وبيتهوڤن... وبوبر يعتز كثيرا بأنه يمتلك نسخة من طبعة القرن السابع عشر لكتاب لجاليليو ونسخة من طبعة القرن الثامن عشر لكتاب إيمانويل كانط فيلسوفه الأثير. وقد كان الأب حريصا على تنشئة ابنه , ومنذ نعومة أظفار الصبي كارل بوبر ووالده يحفزه على قراءة الكتب الفلسفية الكلاسيكية ويناقشه في مشاكل اللامتناهي والماهية والجوهر. وحينما تعييه حذلقة الصبي يعهد به إلى عمه ليستأنف المناقشة. أما عن أمه جيني ني شيف , جيني بوبر , فهي تنتمي إلى أسرة تسري في دمائها الموهبة الموسيقية. كانت هي وشقيقاتها شأن غالبية مواطني ڤيينا عاصمة الألحان وكعبة الموسيقى عازفات ماهرات على البيانو.أختها الكبرى وأبناؤها الثلاثة عازفون محترفون. وقد لعبت الموسيقى دورا كبيرا في حياة الابن بوبر , فهو أيضا عازف على البيانو , ومتذوق عميق لها , ا ساعد في صقل شخصيته وإرهاف مشاعره. ويخبرنا في تفصيلات مسهبة كيف أن الموسيقى الأوروبية البوليفونية كانت ملهمة له ببعض توجهاته الفكرية. ولم يسلم بوبر الروح إلا بعد أن حقق حلم حياته وقام بتأليف قطعة موسيقية وهو في التسعين
من عمره!. وحينما شب عن الطوق ورث عن أبيه العمل الاجتماعي من أجل الأطفال المهملين
والأيتام , ولما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها عام 1919 - 1920 وهذا العام حاسم في فلسفته , ترك منزل والديه على الرغم من توسلاتهما كي يستقل بنفسه وكي لا يشكل عبئا عليهما. فقد أصبح أبوه شيخا جاوز الستين
فقد كل مدخراته في التضخم المالي الذي استشرى في أعقاب الحرب , وأقام بوبر في مبنى قديم لمستشفى عسكري مهجور , عمل بغير أجر في عيادة النفساني ألفرد آدلر , وبأجور زهيدة في أعمال أخرى كتدريس أو تدريب طلبة أمريكيين
أو كمساعد نجار... هذا النجار أثر كثيرا في شخصية بوبر ولكن ترك في نفسه رد فعل عكسيا عنيفا حين كان بوبر يراه دائما يؤكد أنه يعرف كل شيء وأنه على صواب ولا يخطئ أبدا. فأصبحت احتمالية الخطأ الكامنة في كل موقف هي جذع الفلسفة البوبرية. لم يكن بوبر يدخن أو يحتسي خمرا , كان يأكل قليلا ويرتدي ثيابا متواضعة. المتعة الوحيدة التي لم يستطع التخلي عنها آنذاك هي التردد على حفلات الموسيقى السيمفونية وكانت التذاكر رخيصة لأنه كان يستمع واقفا. بخلاف العمل الاجتماعي من أجل الأيتام والموسيقى كان اهتمام بوبر الثالث في يفاعته هو الفلسفات السياسية اليسارية. أمضى إبان مراهقته ثلاثة أشهر ماركسيا , لكنه انقلب بحماسة إلى الاشتراكية الديموقراطية... وأصبح في النهاية داعية مايمكن أن نسميه: ليبرالية معدلة , ليبرالية النصف الثاني من القرن العشرين , التي اقترنت باسم بوبر.
[عدل]