أبو صهيب
عدد المساهمات : 156 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 30/07/2009
| موضوع: إستراتيجية حفظ كرامة المعلم والطالب الجمعة يناير 22, 2010 2:11 am | |
| إستراتيجية حفظ كرامة المعلم والطالبالتربية فن يرسم به السمو والرقي في مدارج السالكين وطريق السعادتين وعلم يحدد به القواعد والضوابط لقطع الشطط والمزاجية والانحراف وعمل يجسد به التضحية والإخلاص والطاعة والأخوة والعطاء المستمر والقدوة الراشدة الهادئة الهادية الهادفة. وكل من يتصدر للعمل التربوي أو يدير شؤون العملية التربوية عليه أن يعي أبعاد ومقاصد العمل التربوي في إطار منظومة القيم وأركان التربية والتعليم.وعملنا التربوي متعلق أساسا بالفكرة الإسلامية حيث ملامحها واضحة ومعانيها محددة مستخرجة من الأصول العامة للإسلام وأصول فهمنا في الرسالة التربوية السامية التي بإمكانها أن تكون قاسما مشتركا لجميع العاملين. إن العمل التربوي يمس في تصورنا عدة جوانب لها أهميتها في التغيير المنشود من خلال ثلاثية الاستيعاب التربوي الالتقاء ( التعريف ) والانتقاء ( التربية) والارتقاء ( التنفيذ والعمل ) التي تحقق لنا الجوانب التربوية الآتية:الجانب الأول: على أي شيء نربي؟: أولا: نربي المجتمع باختلاف شرائحه وأنماطه من موقع الفضاء الإعلامي والدعوي والجمعوي والمؤسسات المختلفة التربوية والثقافية والعلمية والسياسية والفنية عل مقاصد الإسلام وأحكامه وجعله بارزا في هوية المجتمع وانتمائه الحضاري في بعده العالمي لقوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون). ومن التربية الدفاع عن الثوابت الوطنية ،وبالإخلاص والولاء للوطن ؛لأن هدف أي عملية تربوية خلق جيل صالح يخدم وطنه .أن الإسلام فرض علينا أن يعمل كل مسلم لخير وطنه ويتفانى في خدمته ويبذل أقصى ما عنده من جهد وعطاء. ثانيا: نربي خاصة المجتمع على الالتزام والارتباط بالإسلام عقيدة وثقافة وأخلاقا ومنهجا لأن المجتمعات تتأثر بالنخبة الفاعلة التي تحرك الواقع السياسي والمجال الاجتماعي وتصنع المشهد الثقافي والفضاء الإعلامي والتنمية الاقتصادية. إن مثل هذا التركيز التربوي في عملية الاستيعاب التربوي والدعوي قد مارسه النبي صلى الله عليه وسلم من خلال العملية الانتقائية الدعوية حيث قال عليه الصلاة والسلام " اللهم اهدي أحب الرجلين إليك - وفي رواية أعز الإسلام بأحد الرجلين – عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام ( أبو جهل)."فأسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان فتحا على المسلمين واشتد حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه واصفا لتلك المرحلة " ما كنا نصلي في الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب لأنه تحصن بالإسلام وحصن الدعوة إليه فقل الخوف وراجع كفار قريش موازينهم ومخططاتهم".إن العمل التربوي الذي نريده وننشده في المجتمع يسعى إلى تنويع مصادر التوجيه والتأثير في المجتمع وطمأنه المخلفين الخائفين ورفع الاحتجاج والتحجج عن المخالفين المعادين الذين يعترضون بقولهم دائما ما قال الملأ من قوم نوح (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ).ثالثا : نعمل من خلال التربية على تصحيح المفاهيم وتصويب الاجتهادات وترشيد المبادرات بدل تحريرها من غير قيد ولا شرط ودفع الشبهات التي تحوم حول العملية التعلمية والتعليمية وما يحوم أيضا حول أبعاد العملية التربوية. فلا يحق لأي فرد مهما علت مكانته العلمية أو التربوية أو القيادية أن يحدث في أمره ما هو مخالف لأصول الإسلام والثوابت الوطنية ودستور الدولة أما الإثراء والإبداع رهين المتغير والتطور وتحسين العمل والأداء والاستفادة من كل وافد تربوي لا يعارض ما هو قائم على أصله.رابعاً: ترغيب الطالب في العلم والمدرسة واحترام تفكيره ووجهة نظره وإعطاؤه حرية التعبير المقننة وعدم التقليل من شأنه وحثه على استخراج طاقاته في كل ما هو مفيد ونافع ؛ تعتبر من العوامل التي تساعد على كسب الطالب ومن ثم تفاعله مع المعلم وانصهاره في جو المدرسة .الجانب الثاني:كيف نحفظ كرامة المعلم والطالب؟تسعى معظم المؤسسات التعليمية وضع استراتيجيات لحفظ كرامة المعلم والطالب عن طريق منع الطرفين من الاعتداء على بعضهما البعض، واعتبار ذلك خطا احمر لا يجوز تجاوزه من قبل الطرفين"، حتى يقوم المعلم على القيام بدوره وواجباته بكفاءة عالية.أن تطوير المناهج تجعل المعلم ميسرا للطالب للحصول على المعلومة مع عدم تهميش دوره ودور الكتاب، حتى يتمكن المعلم من إحداث التغير في طلبته.كما ان تطوير المناهج تعمل على تنمية شخصية الطالب، وتسعى لجعله طالبا باحثا وقادرا على الحصول على المعرفة من خلال المهارات المتقدمة.كما ان للمدرسة دور في ذلك من خلال الانفتاح على المجتمع وتعلم أبنائها الديمقراطية وعدم احتكار المعرفة واحترام الآخر ورأيه واحترام المعلم والقائمين على الهيئة التعليمية،وربط جسور العلاقة بين الأسرة والمدرسة . أما دور وزارة التربية والتعليم يكون من خلال تطوير مهنة التعليم والمناهج وتمكين المعلم من القيام بواجباته من خلال تدريبه وإخضاعه لورش تدريبية، إضافة الى تأهيله للحصول على أعلى المؤهلات، حتى لا تتراجع هيبته. ولا ننسى دور المؤسسة الإجتماعية الأولى وهي الأسرة في حفظ كرامة أبنائها والمعلمين.كم أن مؤسسات تربوية أخرى كالمسجد الذي كان وما زال يحفظ كرامة الطالب،وينمي قدراته،ويعزز الثقة بينه وبين المعلم.وأخيراً يلعب الإعلام دوراَ مهماَ،لإعادة هيبة المعلم كما كانت سابقاً،ولحفظ كرامة الطالب برسائل إعلامية موجهة للمعلم والطالب. | |
|