يعتبر علم المواد من أهم العلوم لدى الدول الصناعية المتقدمة وهو علم متجدد تكثر فيه الأبحاث والدراسات للحصول على مواد جديدة بخواص مميزة, ولقد برع العلماء المسلمون قديما في هذا العلم وخصوصا علم المعادن ومنهم: ابن سينا الذي يعتبر أول من درس وصنف المعادن, البيروني مؤلف كتاب "الجاهر في معرفة الجواهر" الذي يدرس علم المعادن, التيفاشي صاحب كتاب "أزهار الأفكار في جواهر الأحجار" الذي يصف فيه المعادن والأحجار الكريمة, وكذلك ابن الاكفاني مؤلف كتاب "نخب الذخائر في أحوال الجواهر".
توجد معظم المواد على صورة خام يستخرج من القشرة الأرضية أو سبائك (خليط من مادتين أو أكثر) أو مواد أخرى مصنعة.ونظرا لأهمية هذه المواد في حياة الإنسان فقد ورد ذكر بعض منها في القرآن الكريم ومنها الحديد في قوله تعالى: (...وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس.... الآية) سورة الحديد آية 25 وقوله تعالى : (ءاتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال ءاتوني أفرغ عليه قطرا) سورة الكهف آية 96 والنحاس في قوله تعالى
يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٍ فَلا تَنْتَصِرَانِ ). وهذه الآيات وغيرها من الشواهد في حياتنا اليومية تدل على أهمية هذا العلم ودوره في تقدم ورقي الدول, وكل ما نشاهده وننبهر به من الصناعات أساسه يبدأ من المادة وطرق التعامل معها.
ويمكن تقسيم المواد إلى ثلاثة أقسام هي: المعادن, اللدائن, الخزفيات والسيراميك. وكل قسم له خواصه الفيزيائية والكيميائية المميزة, وتجدر الإشارة هنا إلى انه لابد من فهم جميع هذه الخواص والعوامل المؤثرة عليها وطرق تغييرها باستخدام المعالجات الحرارية ومخططات الاتزان الحراري. وفي هذا الموقع المتواضع نحاول إيصال ولو جزء يسير من المعلومات عن هذه المواد وخاصة الحديد والفولاذ وحديد الزهر والألمونيوم والنحاس بالإضافة إلى بعض السبائك .