العقر
والعقم
العاقر : تلك([1]) التي تأتيها الدورة الشهرية ( الطمث ) كل شهر وينزل الدم منها لعدم حدوث الحمل( كأنها مجروحة في عقرها "مكان الحمل - رحمها" ) فلا يثبت فيها حمل .
والعاقر إما رحمها لا يستطيع تثبيت البويضة المخصبة ( الزايجوت ) فتسقط مع غشاء وبطانة الرحم كل شهر بموعد الطمث أو أنها تقتل النطف الذكرية قبل الإخصاب فلا يحدث الإخصاب بين الحيوانات المنوية والبويضة فيها
والعقر يمكن علاجه هذه الأيام بآلية يمكن من خلالها إيصال الحيوانات المنوية للبويضة بعملية التلقيح الصناعي أو علاج سبب قتل الحيوانات المنوية قبل التلقيح الذي قد يكون لوجود وسط حمضي قاتل للحيوانات المنوية في مهبل الأنثى ) أو بمثبتات لتثبيت بطانة الرحم
ü زكريا عليه السلام وامرأته
- وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴿مريم: ٥﴾
- قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴿مريم: ٨﴾
- قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿آل عمران: ٤٠﴾
من سياق ما سلف وكأن امرأة زكريا عليه السلام أنها ما زالت تطمث شهريا ( فيما مضى وما زالت ([2]) ) ولا تحمل أي أنها تبيض شهريا ولكن لا تثبت البويضات المخصبة([3]) في الرحم فتسقط مع بطانة الرحم بالطمث.
وكذلك فإن نبي الله زكريا عليه السلام كأنه يلمح أنه لم ينجب وهو بعنفوانه وشبابه فكيف سينجب وقد أدركه الكبر ([4]) ( أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ([5]) الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ )
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴿الأنبياء: ٩٠﴾
فإذا كان سبب عدم الإنجاب عقر امرأته فالعلاج بدهيا سيكون لها (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ )
ü قوم ثمود
عندما عقروا الناقة فقد ضربوا ( الناقة ) في مهبلها حتى أدموا رحمها وقتلوها ( قتلوها من دبر وليس بنحرها من الأمام )
العقيم : من النساء التي لا يوجد فيها بويضات ( الخلايا الجنسية الأنثوية ) أو جفت منابعها بسبب كبر السن ويبس اللحم وهشاشة العظم وفي هذه الحالة تغلق كل أبواب الرجاء في الإنجاب ولا يكون عندها الإنجاب إلا بإرادة الله عز وجل وحده بآية خارجة عن المألوف والعادة .
﴿ لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿٤٩﴾ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿٥٠﴾الشورى
ü إبراهيم عليه السلام وامرأته
﴿فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٢٨﴾ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴿٢٩﴾ قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴿٣٠﴾الذاريات
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿هود: ٧١﴾
سارة امرأة إبراهيم عليه السلام عَزَتْ وأشارت إلى استحالة حملها لأمرين
- عجوز فقد جفت منابعها بسبب كبر السن ويبس اللحم وهشاشة العظم
- عقيم لا يوجد فيها بويضات ( الخلايا الجنسية الأنثوية ) انقطع عنها الطمث
بالنسبة لسارة امرأة إبراهيم عليه السلام
o هناك احتمالية أنها كانت تأتيها الدورة الشهرية ( الطمث ) وهي صغيرة وقد انقطعت وهي عجوز فالعقم بسبب العجز
o وهناك احتمالية أن عقمها أصبح مركبا بسبب علة العقم في صباها وعجزها في كبرها
وبغض النظر فإن يستحيل وجود بويضات في كلا الحالتين وبالتالي حدوث الإخصاب لا يكون إلا بإرادة ربانية وقدرة إلهية (قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ) فالعقم أشد من العقر .
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) فلا يطلق وصف العاقر إلا على النساء زات الحيض فلا يوجد رجل عاقر ، وكذلك يمكن أن تتصف ثدييات الحيوانات التي تحيض بالعقر ومعقر الثدييات هو رحمها .
([2]) (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا ) فيما مضى ( أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ) وما زالت
([3]) الزايجوت
([4]) وهذه إشارة لطيفة أن قوة النطف الذكرية وعددها يتناسب عكسيا مع عمر الرجل
([5]) بلغ : وصول شيء إلى نهاية الغاية المرجو تحقيقها
بلغني الكبر : وصول نبي الله زكريا عليه السلام إلى نهاية القوة الجسدية التي يمكن من خلالها الإنجاب وبداية الكبر