عوز الكائنات إلى الطعام والشراب
فالطعام والشراب من جنس مادة خلق المخلوق وبما لا يضره لكي يقوم به بنيانه فكل مخلوق قاصر على القيام بنفسه وإنما يتكل على غيره من خلق منها من تركيبه من مكونات خلقه ومنها من يختلف وهذه العمليات تتم على شكل دورات سخرها الله عز وجل بين الخلق تسمى حديثا بدورات ( الطاقة الغذائية ) ينتقل خلالها الطعام من كائن حي إلى آخر
فكثير من المخلوقات لا تستسيغ طعام الكائنات الأخرى بل وقد تكون سما قاتلا لها في حين أن طعامها ( الخاص ) يتواءم وتركيبها الذي يقوم على بناء جسدها حتى الملائكة ليس صحيحا أنها مستغنية عن الطعام و الشراب ولا تأكل البتة وإنما لا تأكل طعام البشر فهو لا يتلاءم أو يتواءم وطبيعتها لأنه ليس من تركيب النور المخلوقة منه فأرجح الظن عندي – والله أعلم – أن طعامها إن كانت تحتاج لطعام وشراب ذو صفة نورانية تركيبه لا يعلمه إلا الله عز وجل كما الحال في طبيعة الملائكة ، ولا يمنع ذلك أن تكون الملائكة من المخلوقات التي جعلها الله عز وجل قادرة على أن تستغني عن الطعام و الشراب وهو القادر على كل شيء ... سبحانه .
والله أعلم