المنكر
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله
بدأت رحلة كتابتي لهذا الموضوع عندما كنت أبحث لم ( أنكر الأصوات صوت الحمير ) فكان مرجعي آيات القرآن الكريم التي تتضمن للكلمات التي جذرها ( نكر ) واستندت عند استطرادي في الموضوع على إعطاء المنكر معنى عام لأخلص وأصل منه إلى المعنى الخاص لكل كلمة جذرها ( نكر ) [أ]
فأسأل الله عز وجل أن يكتب لنا بما كتبنا اجرنا ويحط به عنا وزرا وهذا جهدي فإن أصبت وأجدت فمن منِّ الله وفضله وكرمه علينا وإن أخطأت وأسأت فمن نفسي وهواها ومن زيغ الشيطان وهمزه .
1 : المنكر ( بصورة عامة ) :
تبديل وتغيير [ب] وإخفاء المعروف والمعلوم [ت] و( الذي يتصف بالحسن ) ( بشيء سيء مبالغ فيه إلى حدوده القصوى ) عن طرف آخر ( " الوسيلة " بقول أو فعل أو بأحاسيس ومشاعر وقد تكون تجاعيد وأثر السنين أو ملابس معينة ) [ث]
2 : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿لقمان: ١٧﴾
المعروف : أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم [ج]
المنكر : كل محدث معلوم ( زيادة أو نقص جملة أو تفصيلا يحدث تغييرا أو تبديلا ) في أمر الله عز وجل ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم [ح]
1- لا يكون الأمر و النهي إلا للإلزام وليس للتخيير فللداعي بالأمر والنهي [خ] والمدعو بالإتباع و الامتثال للحق [د] فإن امتثل المدعو فنعم [ذ] وإلا جهاد وسيف [ر] وفي الآخرة لهم من الله عز وجل عذاب أليم [ز] فإحقاق المعروف وابطال المنكر يتراوح بين دعوة وجهاد
2- والأمر والنهي متلازمان في آن واحد فالمأمور بالمعروف والمنهي عن المنكر لا يشترط فيهما الصلاح أو الفساد فكلاهما يقع في دائرة الضوء فالأقرب إلى الأمر يالمعروف يؤمر والأقرب إلى النهي عن المنكر ينهى فلكل واحد مقام والمجال مفتوح للأصلح .
3- الأمربالمعروف والنهي عن المنكر وجهان لعملة واحدة فالأمر بالمعروف لا يكون إلا بمعرفته والنهي عن المنكر و النهي عن المنكر لا يكون إلا بمعرفته والأمر بالمعروف
3 : كيف كان نكير
· وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿الملك: ١٨﴾
· ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿فاطر: ٢٦﴾
· وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴿سبإ: ٤٥﴾
· وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴿الحج: ٤٤﴾
نكير : تبديل وتغيير النعمة و الرحمة بأقصى وأشد العذاب
4 : وما لكم من نكير :
· اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ﴿الشورى: ٤٧﴾
ما لكم من نكير :
لا تملكون وسيلة أو طريقة لتغيير وتبديل النكير الذي سيقع عليكم وسيصيبكم أو
لا تملكون وسيلة أو طريقة لتغيير وتبديل ما سيتغير ويتبدل عليكم من نعمة و رحمة بأقصى وأشد أنواع العذاب الذي سيقع عليكم وسيصيبكم
5 : عذابا نكرا :
1- وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا ﴿الطلاق: ٨﴾
عذابا نكرا : نكرا وصفا للعذاب الذي أصاب القرية ، ففي هذا النوع من العذاب يكون فيه تغيير وتبديل لمعالم القرية وقد يخسف بها وقد تتغير وتتبدل معالم الأرض فتصبح الأرض غير الأرض .
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿يونس: ٢٤﴾
2- قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ﴿الكهف: ٨٧﴾
عذابا نكرا : ففي هذا النوع من العذاب يكون فيه تغيير وتبديل لنوع العذاب وشدته و مدته عن عذاب الدنيا فكل عذاب في الدنيا مع عذاب الله نعيم
6 : جئت شيئا نكرا :
· فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ﴿الكهف: ٧٤﴾
نكرا : شيئا مستقبحا شنيعا خلاف شرع الله عز وجل
7 : منكرا من القول :
· الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّـهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴿المجادلة: ٢﴾
منكرا من القول : ( القول المنكر ) تبديل وتغيير القول الحسن الحق و المعروف [س] ( لدى القائل ) بشيء سيء
(إخفاء الحسن و الحق "المعروف والمعلوم " بالقبيح)
وزورا : ( قول الزور ) تبديل وتغيير القول الحسن الحق والغير معروف ( لدى القائل ) بشيء سيء
(إخفاء الحسن و الحق "المجهول" بالقبيح)
8 : يوم يدع الداع إلى شيء نكر :
· فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ ﴿القمر: ٦﴾
نكر بمعنى هذه الآية : يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿ابراهيم: ٤٨﴾
9 : قوم منكرون :
1- ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ﴿٢٤﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴿٢٥﴾ فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴿٢٦﴾ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٢٧﴾ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٢٨﴾ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴿٢٩﴾ قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٣١﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ ﴿٣٣﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴿٣٤﴾ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴿٣٥﴾ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٦﴾ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٣٧﴾ الذاريات
لصفات الملائكة الشكلية نصييب من جنس عملهم فشكل ملائكة الرحمة و الجنة غير شكل ملائكة العذاب والنار و الملائكة يتشكلون ويتغيرون ويتبدلون ويتصورون بصور غير صورهم الملائكية ، فعند دخول مجموعة غريبة من ملائكة العذاب المتجسدين بأشكال البشر على نبي الله ابراهيم عليه السلام دون سابقة معرفة [ش] فبادروه بالسلام ورد عليهم السلام واضاف قوم منكرون لماذا ؟
فملائكة العذاب هم المنكرون
فقد رآهم عليه السلام ابراهيم متماثلين في الصفات ويتزيون بنفس الزي وهم أصحاب ملامح وخلقة واحدة غريبة ولهم نفس الصفات الخلقية والشكلية التي لم يألفها من قبل على أحد ورأى على محياهم الغلظة و الشدة و القسوة و مهابة الموت .
ثم بادروه بالسلام فدخل بادئا الإطمئنان إلى قلب نبي الله ابراهيم عليه السلام وذهب عن روعه الخوف والفزع وتكون في خاطره أن منظرهم لا يعكس الصورة الصحيحة لجوهرهم فهم يظهرون للعيان بشكل سيء مغاير و معاكس لحقيقتهم الحسنة [ص]
فلذلك أنكر عليهم نبي الله ابراهيم عليه السلام فكأنه يقول إنكم تظهرون بصورة مغايرة لحسن قولكم
2- ﴿ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ [ض] الْمُرْسَلُونَ ﴿٦١﴾ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴿٦٢﴾ الحجر
نلاحظ
الملائكة بينوا لنبي الله لوط عليه السلام أنهم رسل الله عز وجل وأنهم ما جاءوا إلا برسالة منه مفادها
﴿قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٦٣﴾ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٦٤﴾فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴿٦٥﴾الحجر
· من الملاحظ أن الملائكة المرسلون كانوا قد مروا أولا على ابراهيم عليه السلام ثم ذهبوا للوط وقومه ثانيا [ط] ويغلب الظن لدي أن المنطقة التي كان موجودا فيها ابراهيم عليه السلام هي القدس أو الخليل والمنطقة التي كان نبي الله لوط عليه السلام موجودا فيها تقع في المنطقة الشرقية لمكان سكنى نبي الله ابراهيم عليه السلام في المنطقة الحدودية بين الأردن و فلسطين قرب البحر الميت من الجنوب الآن
o وهذا لفت نظري إلى
· أن مصعد ومهبط الملائكة كما النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معراجه من القدس فكان ذلك سببا لمرور الملائكة أولا على نبي الله ابراهيم عليه السلام
· العذاب جاء مقبلا على قوم لوط من جهة المغرب وليس من جهة المشرق على يد الملائكة ( مع أنهم أولا وصلوا لقرية نبي الله لوط عليه السلام ثم أخطروا لوط عليه السلام بالمغادرة )
وقوم لوط أهلكوا بالصيحة وامطروا حجارة من سجيل وهي تتوافق مع حركة الريح الغربية ( في تلك المنطقة ) فسقوط الحاصب والصيحة التي جعلتهم جاثمين تزداد سرعتها وقوتها وفاعليتها بسرعة الريح وبالتالي تزداد فاعلية وقوة وشدة العذاب
10 : فعرفهم وهم له منكرون :
· وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿يوسف: ٥٨﴾
أثر السنين صبغت على وجه نبي الله يوسف عليه السلام فغيرته وبدلته فلم يعد إخوته يعرفونه ويميزونه فهذا الأثر من كبر وشيب وتجاعيد غيرت ملامحه التي كانوا يعرفونها و المرسومة في مخيلتهم عن أخيهم وأخفت حقيقة ( يوسف عليه السلام ) ... وكأن الايام قنعت نبي الله يوسف عليه السلام بقناع أخفت ملامحه الغضة الطرية الجميلة و هو صغير
11 : أفأنتم له منكرون :
· وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿الأنبياء: ٥٠﴾
توبيخ لمشركي العرب لاسبتدالهم الحسن المبارك (القرآن الكريم ) بالسيء ( الكتب المسوخ اليهودية و المحرفة والمستبدلة من التوراة ) فقد كانوا يسألوا اليهود عما في كتبهم ، وتركوا وكفروا بالقرآن الكريم الذي عليهم أنزل و فيه ذكرهم وشرفهم
12 : فهم له منكرون :
· أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿المؤمنون: ٦٩﴾
مشركي قريش نعتوا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد دعوته بأقبح الصفات وأسوئها وهم يعرفونه حقا وصدقا بانه أكملهم خَلْقَاً وخُلُقَا وأشرفهم حسبا ونسبا
فهو صلى الله عليه وسلم أَجَلُّهم , وأَرْفَعُهم , وأَرْقاهم , وأَسْمَاهم , وأَشْرَفُهم , وأَعْظَمُهم , وأَعْلاهم , وأَفْخَمُهم , وأَكْرَمُهم , وأَمْجَدُهم , وأَهَمُّهم
13 : فأي آيات الله تنكرون :
· وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّـهِ تُنكِرُونَ ﴿غافر: ٨١﴾
بمعنى : يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴿النحل: ٨٣﴾
أي بمعنى إخفاء الحسن"المعروف والمعلوم" بالقبيح (يظهر السيء المغاير و المعاكس للحقيقة الحسنة)
14 : إن أنكر الأصوات لصوت الحمير :
· وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴿لقمان: ١٩﴾ [ظ]
غض الصوت : خفضه وعدم رفعه وأن يكون لينا هادئا لا صياح أو صراخ أو خشونة فيه وعدم المتابعة في الحرام و فيما لا يحل من الكلام
كل من لا يغضض صوته كالحمار فصوته يخفي كل حسن فيه كصوت الحمير الذي يعد أكثر صوت يعمل على إخفاء كل حسن لصاحبه بصوته القبيح
و إذا تواجد أي صوتين في نفس المكان أحدهما صوت الحمار فإن صوت الحمار النشاز و القبيح يطغى على ذلك الصوت فيطليه ويصبغه بقبحه فعند نهيق الحمير الأفضل السكوت فلا خير من الكلام بوجود أصوات الحمير ... وكذلك عند من لا يغض صوته الأفضل السكوت ..وعدم تداخل صوتك مع نهيقه !!
15 : تأتون في ناديكم المنكر :
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّـهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿العنكبوت: ٢٩﴾
المنكر : كل محدث معلوم ( زيادة أو نقص جملة أو تفصيلا يحدث تغييرا أو تبديلا ) في أمر الله عز وجل ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا وإن دل على شيء فإنهم مبلغين برسالة سماوية ...فعمدوا إلى الإحداث فيه
16 : نكروا لها عرشها :
3- قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿النمل: ٤١﴾
نبي الله سليمان عليه لم يبدله بالكلية وإنما غيره فهو الذي أمر بإتيان عرشها من اليمن إلى مملكته قبل أن يأتوه مسلمين وقد كان التغيير ليس ملحوظا لا يلحظه إلا اللماح الحصيف الذكي الفطن الفهيم المدقق في دقائق الأمور وهذه من ميزة النساء تركز على التفاصيل المتعددة في نفس الوقت اكثر من الرجال .
﴿ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢﴾ النمل
17 : تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر :
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿الحج: ٧٢﴾
المنكر هنا تغيير ملامح الوجه ( إِكْفِهْرار , تَكْشِير , سُهُوم , عُبُوس , قُطُوب , كُسُوف , كُلُوح ، احمرار وغضب ) مع حدة وميول للبطش لمن يدعوهم للإيمان ... وهذا نلحظه في وجوه من تبدل بين الإيمان و الكفر وتغير الطباع
فالقرآن الكريم هو الأداة للكشف عن أصحاب تلك الوجوه بل ومع الإستمرار في التلاوة يكادون يسطون بالذين يتلون القرآن لإسكاتهم فالمؤمن بتلاوته للآيات البينات يرمي الكافر بسهام الحق فلا يستطيع صدها فتعجزه حيلته من الرد فيظهر أثر ذلك على وجهه وجوارجه ( كأنه مرجل متقد يغلي على وشك الإنفجار )
18 : قلوبهم منكرة :
· إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴿النحل: ٢٢﴾
فالقلوب المنكرة "وصف لقلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة" فهذه القلوب تظهر أسوء صفاته [ع] لاعتلاله وبعده عن الله عز وجل
19 : ومن الأحزاب من ينكر بعضه :
· وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴿الرعد: ٣٦﴾
والذين آتيناهم الكتاب : نلاحظ في هذه الآية تتكلم عن صنفين من أهل الكتاب عامة ومن اليهود خاصة
- الجماعة الأولى : من دخل منهم في دين الله عز وجل وهذه الجماعة آمنت برسالة نبي الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم وتفرح بما أنزل عليه من القرآن لتوافقه بالصحيح من كتبهم فهي لم تخفي الحق أو تغيره أو تبدله .
- الجماعة الثانية ( ومن الأحزاب ) ومن : جماعة أخرى منهم تحزبت لحرب نبي الله صلى الله عليه وسلم ورسالته تنكر بعض الذي اوتوه في كتابهم ( غيروا ( جزئيا ) الحق وهم يعلمون الباطل في كتابهم )
الأحزاب : ( بشكل عام ) كفار كذّبوا [غ] المؤمنين الموحدين لله عز وجل من أصول فكرية مختلفة ( يهود ونصارى ووثنيين ....) تجمعت وتوحدت على فكرة الخلاص منهم بطرق تتراوح بين الفكر والقتال ( جماعات كفرية مختلفة متحدة على محاربة ومناوءة جماعة فكرية موحدة لله عز وجل )
هذا و الله أعلم
[أ] وهذا منهجي في غالب ما أكتب حول مفردات القرآن الكريم فكل مفردة أراها كحبة دواء خاصة ترتبط بخلية معينة لا تكون فعالة أو تؤثر إلا عليها
[ب]
- التغيير : يكون جزئيا لشيء ( جزء ) من شيء ( كل )
- التبديل : يكون كليا إحلال شيء ( بكل جزئياته ) مكان شيء ( بكل جزئياته )
[ت] فغالب أصحاب المنكر هم من أرباب الكفر ودهاقنتهم وشياطينهم أصحاب علم ومعرفة هم من يتفننوا في تخليق المنكر أما ببسطاء الكفار وعامتهم مقلدين
- يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴿النحل: ٨٣﴾
- سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿البقرة: ٢١١﴾
- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿ابراهيم: ٢٨﴾
فمن بدلها ( أنكرها )
[ث] ممكن أن نوجز معنى المنكر في
- إظهار السيء المغاير و المعاكس للحقيقة الحسنة عن علم و معرفة .... أو
- إخفاء الشخصية الحقيقية ( للشيء ) بصورة سيئة عن علم ومعرفة
[ج] الجامع الصغير وزيادته (ص: 1092)
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "( صحيح )
[ح] المنكر إن تغيرت أساليبه أو تعددت ألوانه وطرائقه فهو مجمع الشر فلم أقع على لفظة جمع له في القرآن الكريم
[خ] الجامع الصغير وزيادته (ص: 1120)
"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان" ( صحيح )
[د] قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴿الأنفال: ٣٨﴾
[ذ] إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَاوَأَطَعْنَا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿النور: ٥١﴾
[ر] لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴿الأحزاب: ٦٠﴾
[ز] لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿المائدة: ٧٣﴾
[س] كذبا وتدليسا
[ش] والله أعلم أن نبي الله ابراهيم عليه السلام لا يعرفهم بدليل تقدبم العجل السمين لهم وهو أعلم الناس بصفات الملائكة بأنهم لا يأكلون أو يشربون ولم يعرفهم إلا بعد أن قالوا له ... لا تخف ... وبعدها ... وبشروه بغلام عليم
[ص] فملائكة الرحمة ليسوا منكرين كملائكة العذاب المكرمين
[ض] آل الرجل : أبناء الرجل الذكور أصحاب الملة الواحدة
[ط] ﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠﴾ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ هود
[ظ] هذه الآية أساس كتابة هذا الموضوع كما أسلفت في مقدمته
[ع] تكلمت بشيء من التفصيل عن وظائف القلب وخصائصه في بحث الفرق بين القلب والفؤاد
[غ] ﴿وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَـٰئِكَ الْأَحْزَابُ ﴿١٣﴾إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ﴿١٤﴾ ص