''الإشعاع الكهرومغناطيسي''' أو '''الموجات الكهرومغناطيسية''' {{إنج|Electromagnetic radiation, EMR}} هو أحد أشكال [[الطاقة]] تصدره وتمتصه [[جسيم مشحون|الجسيمات المشحونة]]، والتي تظهر [[ازدواجية موجة-جسيم|سلوك مشابه للموجات]] في سفرها خلال [[الفضاء]]. للإشعاع الكهرومغناطيسي [[حقل كهربائي]] وآخر [[حقل مغناطيسي|مغناطيسي]]، متساويان في الشدة، ويتذبذب كل منها في طور معامد للآخر ومعامد لاتجاه [[طاقة]] و[[موجة عرضية|انتشار الموجة]]، حيث ينتشر الإشعاع الكهرومغناطيسي في [[الفراغ]] [[سرعة الضوء|بسرعة الضوء]].
الإشعاع الكهرومغناطيسي هو شكل خاص من [[الحقل الكهرومغناطيسي]]، تنتجه [[شحنة (فيزياء)|الشحنات المتحركة]]، ومرتبط [[حقل كهرومغناطيسي|بالحقول الكهرومغناطيسية]] البعيدة تماماً عن [[شحنة (فيزياء)|الشحنات المتحركة]] المنتجة لها، وبالتالي فإن امتصاص الإشعاع الكهرومغناطيسي لا يؤثر في سلوك هذه [[شحنة (فيزياء)|الشحنات المتحركة]]. يشار لهذين النوعين أو السلوكين [[حقل كهرومغناطيسي|للحقل الكهرومغناطيسي]] [http://en.wikipedia.org/wiki/Near_and_far_field بالحقل القريب والحقل البعيد]، وفقاً لهذا الاصطلاح، فإن الإشعاع الكهرومغناطيسي ببساطة هو مسمى آخر [http://en.wikipedia.org/wiki/Near_and_far_field للحقل البعيد]، وتنتج [[شحنة كهربائية|الشحنات والتيارات]] [http://en.wikipedia.org/wiki/Near_and_far_field الحقل القريب] بشكل مباشر وتنتج الإشعاع الكهرومغناطيسي بشكل غير مباشر وبالأصح في الإشعاع الكهرومغناطيسي كل من [[المجال الكهربائي]] و[[المجال المغناطيسي]] ينتج من تغير الآخر (يولد [[المجال الكهربائي]] المتغير [[مجال مغناطيسي]] متغير ومتعامد عليه، والعكس صحيح)، تسمح هذه العلاقة بتساوي الشدة واتساق الطور لكلا [[المجال الكهربائي|المجالين الكهربائي]] و[[المجال المغناطيسي|المغناطيسي]] (تتفق قمم وقيعان المجالين على طول منحى الانتشار).
يحمل الإشعاع الكهرومغناطيسي [[طاقة إشعاعية|طاقة]] مستمرة عبر [[المكان]] بعيداً عن المصدر، تدعى أحياناً "[[طاقة إشعاعية]]"، (لاينطبق الوضع على جزء [http://en.wikipedia.org/wiki/Near_and_far_field الحقل القريب] من [[المجال الكهرومغناطيسي]])، ويحمل أيضاً [[زخم حركة]] و[[زخم زاوي]]، ومن الممكن لهذه الطاقة وزخم الحركة والزخم الزاوي أن [[قوة كهرومغناطيسية|تنتقل للمادة التي تتفاعل معه]]. ينتج الإشعاع الكهرومغناطيسي من أشكال أخرى من [[الطاقة]] عند تشكله ويتحول إلى أشكال أخرى من [[الطاقة]] عند فنائه. [[الفوتون]] هو [[كم]] [[التآثر الكهرومغناطيسي]]، والوحدة الأساسية أو المكونة لجميع أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي. تصبح الطبيعة الكمية [[ضوء|للضوء]] أكثر وضوحاً عند [[تردد|الترددات العالية]] ([[فوتون]] ذو [[طاقة]] كبيرة)، ومثل هذه [[ازدواجية موجة-جسيم|الفوتونات تتصرف مثل الجسيمات]] بشكل أوضح مما تفعل [[فوتون|الفوتونات]] [[تردد|ذات الترددات المنخفضة]].
في [[الفيزياء الكلاسيكية|الفيزياء التقليدية]]، ينتج الإشعاع الكهرومغناطيسي عند [[تسارع]] [[جسيم مشحون|الجسيمات المشحونة]] تحت تأثير [[قوة|القوى]] المطبقة عليهم. تعد [[الالكترونات]] هي المسؤولة عن أغلب انبعاثات الإشعاع الكهرومغناطيسي نظراً لكتلتها المنخفضة المؤدية لسهولة تسارعها بعدة طرق. تتسارع بشدة الالكترونات المتحركة بسرعة عندما تواجه مجال لقوة ما، وبالتالي تكون مسؤولة عن إنتاج أكثر الإشعاعات الكهرومغناطيسية العالية التردد الملاحظة في الطبيعة. يمكن للعمليات الكمية أن تنتج إشعاع كهرومغناطيسي، مثل [[أشعة غاما|إصدار نواة الذرة لأشعة غاما]] و[[بيون|اضمحلال البيون المحايد]].
يصنف الإشعاع الكهرومغناطيسي وفقاً [[تردد|لتردد موجته]]، ويتكون [[طيف كهرومغناطيسي|الطيف الكهرومغناطسي]] وفقاً لتزايد [[التردد]] وتناقص [[طيف كهرومغناطيسي|الطول الموجي]] من [[الموجات الراديوية]]، تليها [[الموجات الصغرية]]، تليها [[الأشعة تحت الحمراء]]، يليها [[الضوء المرئي]]، يليه [[الأشعة فوق البنفسجية]]، تليها [[الأشعة السينية]]، وأخيراً [[أشعة غاما]]. تبدي [[عين|أعين]] العديد من [[كائن حي|الكائنات]] حساسية لنافذة صغيرة ومتغيرة نوعاً ما من ترددات الإشعاع الكهرومغناطيسي تدعى [[الطيف المرئي]].
تأثيرات الإشعاع الكهرومغناطيسي على [[كائن حي|النظم الحية]] (والعديد من [[مركب كيميائي|النظم الكيميائية]] في [[ظروف ضغط وحرارة قياسية|ظروف درجة حرارة وضغط قياسية]]) تعتمد على كل من قوة وتردد الإشعاع. تنحصر تأثيرات الإشعاع الكهرومغناطيسي المنخفض التردد وصولاً إلى تردد الضوء المرئي على [[خلية|الخلايا]] والمواد العادية بالحرارة والتسخين وبالتالي تعتمد على قوة الإشعاع. وبالعكس للإشعاع ذو التردد الأعلى كتردد الأشعة الفوق بنفسجية والأعلى منها، فإن الضرر للمواد الكيميائية وللخلايا الحية يكون أكبر بكثير من مجرد تسخين بسيط بسبب قدرة الفوتونات المفردة في مثل هذه الترددات على تدمير الجزيئات الفردية كيميائياً.
الأربعاء مايو 13, 2015 5:14 am