الثعلب الأحمر حيوان من الثعالب ينتمي إلى رتبة آكلات اللحوم وفصيلة الكلبيات، وهو يعرف أيضا بمجرّد الثعلب بما أنه أكثر أنواع الثعالب شيوعا، خصوصا في بريطانيا وأيرلندا حيث لم يعد يوجد أي نوع بري من الكلبيات سواه.
ينتشر الثعلب الأحمر عبر مناطق متنوعة وشاسعة من العالم مما يجعله أكثر اللواحم انتشارا على وجه الكرة الأرضية، فهو ينتشر عبر كندا، ألاسكا، معظم الولايات المتحدة، أوروبا، شمال أفريقيا، وجميع أنحاء آسيا تقريبا بما فيها اليابان، كما تم إدخاله إلى أستراليا في القرن التاسع عشر.[1] تتميز الثعالب الحمراء، كما يوحي اسمها، بفرائها الذي يتراوح لونه ما بين البني المحمر والأحمر الصدئ كما يوجد نمط فضيّ لهذه الحيوانات في بعض الأحوال، وقد دجّن العديد من هذه الثعالب الفضية للحصول على فرائها المستخدم في صناعة المعاطف الثمينة.
يظهر الثعلب الأحمر في الفلكلور والتراث الإنساني بكثرة، وغالبا مايتم ربطه بالدهاء والمكر والاحتيال، وفي أحيان يظهر على أنه شرير وأحيان أخرى على أنه مظلوم يستخدم دهائه لينقذ نفسه في اللحظة الأخيرة. وقد كان دهاء هذه الحيوانات مصدر إعجاب وتقدير لبعض الحضارات بينما كان سببا لمقتها وكراهيتها بالنسبة للبعض الآخر الذين غالبا ما يصفوها بالحيوانات الطفيليّة. ولا يزال أكثر الناس حتى اليوم يربطون الثعلب الأحمر بالأذى والضرر أكثر من اعتباره حيوان مثير للشفقة، ويظهر ذلك جليّا لدى المزارعين ومربي الدواجن بالأخص.
محتويات [أخف]
1 الانتشار
2 الوصف الخارجي
3 علاقة النوع بالبيئة حوله
3.1 الحمية
3.2 العلاقة مع الضواري الأخرى
4 السلوك
5 عادات التناسل
6 علاقة النوع بالإنسان
6.1 تجارة الفرو
6.2 افتراس الدواجن والماشية
6.3 في المخيلة البشرية
7 الثعالب الوحشية في أستراليا
8 السلالات
9 أنظر أيضا
10 مصادر
11 وصلات خارجية
الانتشار [عدل]
ثعلب أحمر ياباني مستلق على الثلج في هوكايدو في اليابان.
ينتشر الثعلب الأحمر اليوم عبر معظم أمريكا الشمالية وأوراسيا، جنوبي أستراليا، وبعض المناطق في شمال أفريقيا. والثعالب الحمراء نوع دخيل في أستراليا وتعتبر مشكلة بيئية خطيرة[2] حيث أنها قد انتشرت بشكل كبير لتقضي بذلك على أعداد كبيرة من الحيوانات البلدية، بعد أن استقدمت إلى البلاد قرابة العام 1850 لتشجيع رياضة الصيد[3] التي كان المستوطنون الإنكليز معتادين عليها في بلدهم الأصلي، أو للسيطرة على أعداد الأرانب الدخيلة التي كانت تهدد المحاصيل الزراعية وتفسد الأراضي، كما يرى بعض المؤرخين. تعيش هذه الثعالب في أمريكا الشمالية في الغابات الصنوبرية، وقد تم إدخالها إلى بعض الغابات النفضية في المناطق الأكثر اعتدالا من القارة،[4] وقد أظهرت بعض الدلائل من الأحافير مؤخرا بأن موطن هذه الثعالب القاطنة للغابات الصنوبرية كان يمتد جنوبا إلى جبال الروكي أو الجبال الصخرية.[5] وتعتبر ثعالب الغابات الصنوبرية الثعالب الحمراء الأصلية لأمريكا الشمالية، أما ثعالب الغابات النفضية فتتحدر من الثعالب الحمراء الأوروبية التي أحضرت إلى الولايات المتحدة ما بين عاميّ 1650 و1750،[6] وأطلق سراحها في جنوب غرب البلاد لتشجيع رياضة الصيد،[6][7][8] كما استقدم البعض منها إلى كاليفورنيا لتربيتها في المزارع للحصول على فرائها. ويعرف بأن أول من أحضر ثعالب أوروبية إلى أمريكا كان روبرت بروك الذي يقال بأنه استقدم 24 ثعلبا أحمر من إنكلترا،[9] ويعتقد بأن الجمهرة الدخيلة قد تزاوجت مع الجمهرة البلدية لتوجد حاليا جمهرة هجينة بين الاثنين.[10]
ويعيش في الهند ثلاث سلالات من الثعلب الأحمر هي: السلالة التبتيّة (Vulpes vulpes montana) التي تعيش في لداخ وجبال الهيمالايا، سلالة كشمير (Vulpes vulpes griffithi) التي تتواجد في كشمير وبشكل أقل في لداخ، وسلالة الصحراء الهندية (Vulpes vulpes pusilla) التي تعيش في صحراء تار في راجستان وفي إقليم كوتش في ولاية غوجرات. وفي آسيا عدة سلالات أخرى للثعلب الأحمر منها السلالة اليابانية (Vulpes vulpes japonica) التي هاجرت من الهند إلى الصين منذ آلاف السنين ومن ثم وصلت اليابان حيث يعرف الآن الثعلب الأحمر باسمه الياباني "كيتسوني" (باليابانية: 狐 = كيتسوني)، وفي الدول العربية أربعة سلالات من الثعلب الأحمر هي: السلالة المصرية (Vulpes vulpes aeygptica) التي تعيش في مصر وليبيا، والسلالة العربية (Vulpes vulpes arabica) التي تعيش في شبه الجزيرة العربية وجنوب فلسطين، والسلالة البربرية (Vulpes vulpes barbara) التي توجد في جبال الأطلس وشمال تونس والجزائر، والسلالة الفلسطينية (Vulpes vulpes palaestina) التي تعيش في بلاد الشام.
الوصف الخارجي [عدل]
ثعالب حمراء محنطة ذات أنماط لونية مختلفة.
ثعلب أحمر في إحدى المروج في الدنمارك.
ثعلب أحمر من أمريكا الشمالية، لاحظ الفرق بينه وبين الثعلب من الدنمارك.
وجه ثعلب أحمر من السلالة الفلسطينية في محمية لإكثار الحياة البرية في لبنان.
يعتبر الثعلب الأحمر أكبر أنواع الثعالب المنتمية إلى جنس الثعالب الحقيقية (باللاتينية: Vulpes) حيث يمكن للثعلب البالغ منها أن يصل في وزنه إلى ما بين 2.7 و 6.8 كيلوغرامات (6 - 15 رطلا)،[11] إلا أن هذا يختلف من منطقة لأخرى، فثعالب كندا وألاسكا تكون أكبر حجما من ثعالب بريطانيا التي تكون أكبر حجما بدورها من ثعالب جنوبي الولايات المتحدة،[12] ويمكن تقدير حجم الثعلب من خلال النظر إلى حجم آثار قوائمه التي يبلغ عرضها 4.4 سنتيمترات (1¾ إنش) في العادة وطولها 5.7 سنتيمترات (2¼ إنش)، وتبلغ المسافة بين خطوات الثعلب عندما يهرول ما بين 13 إلى 15 بوصة.[13] والثعالب الحمراء حيوانات مثنوية الشكل جنسيّا، إذ أن الذكور أضخم حجما من الإناث وتفوقها وزنا بنسبة 15%.[14]
يكون لون الثعلب الأحمر في العادة أحمر صدئا على القسم العلوي من الجسد، وأبيض على المعدة وآخر الذيل الكث، كما تكون أطراف الأذان سوداء. ويمكن لفراء الثعلب الأحمر أن يتدرج لونه من القرمزي إلى الذهبي كما تكون أطراف كل شعرة على حدة بنية، سوداء، حمراء، أو بيضاء ويمكن رؤيتها عن قرب. تكون الثعالب الأمريكية طويلة وناعمة الشعر على عكس الثعالب الأوروبية التي يكون شعرها قصيرا وأقل نعومة،[15] وفي البرية هناك نمطان آخران للثعلب الأحمر أحدهما هو الفضي أو الأسود الذي يشكل نسبة 10% من الجمهرة البرية وأغلبية الجمهرة المستأنسة، ولحوالي 30% من الثعالب البرية نمط أسود إضافي بالإضافة للونها الأحمر الذي يظهر في العادة على شكل خط أسود يمتد ما بين الكتفين وعلى طول الظهر، كما يشكل تقاطعا أو صليبا على الكتفين، ومن هنا جاء الاسم الإنكليزي لبعض الثعالب الحمراء: "كروس فوكس" = ثعلب الصليب، ثعلب التقاطع، (بالإنكليزية: cross fox، التي تترجم في العربية أحيانا بالثعلب الهجين). يمكن للأفراد من الجمهرة المستأنسة أن يولدوا بأي لون تقريبا بما فيه الأنماط المرقطة والمعرّقة.
إن لون الثعالب الحمراء قد يختلف بشكل كبير بين المناطق كما تظهر هذه الصورة من جزيرة سان خوان.
عينا الثعلب ذهبيتا اللون ضاربتان إلى الصفار، وللثعلب الأحمر بؤبؤان ضيقان يشبهان بؤبؤ السنوريات كما أن نظرها حاد كما نظر الهررة مما أدى بالبعض إلى تسميتها "بالكلبيّات شبيهة القطط" خصوصا بعد النظر إلى رشاقتها الاستثنائية بالنسبة لباقي أصناف فصيلة الكلبيات.[16] يُساعد ذيل الثعلب الطويل والثخين هذه الحيوانات على القفز لمسافات بعيدة أو مرتفعة كما يمكنها من القيام بحركات معقدة، وتساعدها قوائمها الطويلة على العدو بسرعة 70 كيلومتر في الساعة (45 ميل في الساعة) مما يمكنها من الإمساك بالطرائد السريعة الحركة كالأرانب وتفادي الضواري الأكبر حجما.[16]
ومن العلامات التي تميز الثعالب الحمراء هي ذيلها الكث الذي يبلغ طوله ثلث طول الجسد. يُستخدم الذيل للتدفئة وكوسادة للنوم، إضافة إلى كونه يُشكل أداة تواصل. كذلك يُساعد الذيل صاحبه على التوازن عندما يقفز لمسافة طويلة. يُمكن تمييز الثعالب الحمراء عن غيرها من الكلبيات عن طريقة القسم الأبيض الأخير من ذيلها الذي تفقده جميع الحيوانات المنتمية لهذه الفصيلة.[17]
تبلغ المسافة بين أنياب الثعلب الأحمر إجمالا ما بين 18 إلى 25 مليمتر (ما بين 0.7 و 1.0 إنش)، وتفتقر الثعالب إلى العضلات اللازمة في وجهها والتي تمكنها من التكشير عن أنيابها، على عكس معظم الكلبيّات الأخرى.[12] ينمو للثعلب الأحمر فراء إضافي أثناء فصل الشتاء، ويقوم هذا الفراء الشتوي، كما يسمّى، بتدفئة الحيوان في هذا الفصل وفي البيئات الأكثر برودة، ويقوم الثعلب بطرح فرائه عند بداية الربيع ليعود له الفراء القصير طيلة فترة الصيف..
علاقة النوع بالبيئة حوله [عدل]
ثعلب أحمر مع طريدة.
توجد الثعالب الحمراء في عدة أنواع من المساكن، فيمكن أن تعيش في المروج وأراضي الأشجار القمئية والآجام إلى مختلف أنواع الغابات، وهي تعتبر متأقلمة مع العيش جنوب الدائرة القطبية الشمالية إلا أنها قد توجد في بعض المناطق أقصى الشمال أحيانا حيث تتنافس مع الثعلب القطبي على السكن في التوندرا. كما أن هذه الثعالب قد أصبحت متأقلمة مع العيش في ضواحي المدن وحتى المدن ذاتها في بعض أنحاء أوروبة وأمريكا الشمالية حيث تتنافس على الغذاء مع القطط المستأنسة الشريدة والراكون الذي تأقلم للعيش في هذه البيئات أيضا.
الحمية