لاحتكاك الحركيّ
الاحتكاك هو قوّةٌ نَصِفُ ونفسّر من خلالها، في مجال الفيزياء، التفاعل الحاصل بين سطحيْن متلاصقيْن يتحرّكان الواحد مقابل الآخر أو "يحاولان" التحرّك، أيّ أنهما يدفعان أو يسحبان الواحد الآخر.
نُميّز في الفيزياء بين نوعيْن من الاحتكاك: الاحتكاك الحركيّ والاحتكاك الساكن.
الاحتكاك الحركيّ هو احتكاكٌ يسري بين سطحيْن يتحرّكان الواحد مقابل الآخر بحركةِ انزلاق. على سبيل المثال، الاحتكاك الذي تُمارسه المسطبة على الشخص الذي يجرّ قدميْه عليها، أو الاحتكاك الذي تُمارسُه راحتا اليديْن عندما نفركهما الواحدة بالأخرى. إنّ حجم الاحتكاك الحركيّ بالنسبة لسطحيْن معيّنيْن ثابت إلى حدٍّ ما، ويكاد لا يعتمد على سرعة الحركة النسبيّة الخاصّة بالجسميْن. يؤدّي الاحتكاك الحركيّ إلى تحوّل الطاقة الحركيّة إلى طاقة داخليّة، وإلى ارتفاع درجة حرارة الجسميْن المتلامسيْن. ينبع ارتفاع حرارة الجسميْن من تشويهات طرأت على الجسميْن أثناء الحركة النسبيّة بينهما، نتيجةَ القوى السارية على جزيئات أوجه سطوحها.
في معظم الحالات اليوميّة، يُقاوم الاحتكاكُ الحركيّ الحركةَ ويمنعُها (على سبيل المثال: عندما يحاول شخصٌ ما الانزلاق على سطحٍ خشِن، أو عندما يحاول جرّ غرضٍ على وجه سطحٍ ما). في حالاتٍ معيّنة، يُساعد الاحتكاك الحركيّ على الحركة ويُمكّن من حدوثها (على سبيل المثال: عندما نسحبُ مفرشًا من تحت آنية، تتحرّك الآنية قليلاً بسبب الاحتكاك بينها وبين المفرش). في كِلتا الحالتيْن، تُقلّص إضافة سائلِ تشحيمٍ (كالشحم، مثلاً) من حجم الاحتكاك. في حالة جرّ غرضٍ ما – فإنّ إضافة الشحم تُساعد على الحركة، وفي حالة سحب المفرَش من تحت الآنية – تُصعِّبُ إضافة الشحم من حركة الآنية.